/عودة الروح /
أمضي في دروب التيه كأن الريح تبارك خطاي كأن السماء تهمس لي بأسرارها
كأن الصمت يفسح لي الطريق لألتقي بوجهي الحقيقي ضجرت مني الأماكن أرهقني جمودها
بدأت أسمع صوت السماء يعلو كأنها تبث في روحي يقين الرحيل
أأخرج من بيتي حافية القدمين لا أحرك ساكناً كي لا تعبث الفوضى بالموجودات
أهمس لها لا تخافي فالغياب لا يمس من عرف كيف يترك أثراً
فتحت الباب المهترئ صرخ في وجهي كأنه يريد أن يستبق قراري لكنه لا يعلم أن التخلي قد يكون أقرب الطرق للحياة
الطريق طويل وليل الغابة مخيف لكنني لن أتراجع سأمضي بعيداً أقطع الفيافي أترك الماضي خلفي إلا من صور عابرة ورسائل كتبتها لنفسي حين كنت أحاول أن أفهمني
أحملها كعلامة طريق كجمرة تحت الرماد كذكرى لا تريد أن تضمحل ظمأت روحي وقلبي تاق لارتواء لا تمنحه الدنيا أحتاج لبئر يوسف لأغسل به حزني لحمائم السلام كي تؤنس وحدتي لكوخ مهجور في غابة مسحورة لملاك يلفني بعباءته البيضاء يملأ كؤوس السمر من دموع الغيم وعيون القمر تسهر على غفلتي كحارس أبدي مشواري طويل يبدأ من مرج الزهور حيث الطمأنينة الأولى ثم ينعطف نحو مدينة الأحلام حيث لا سقف للأمنيات هناك سأحفظ أسماء العابرين سأتعلم كيف أتأقلم كيف أنسج وحدتي بمهارة كي لا تخيفني عندما تراودني المخاوف سأستعين بطفولتي بأحلامي الغافية على شرفة الإنتظار سأشرب من نهر الذكريات بلا أسف سأمضي بلا تردد لماذا نخاف ربما لأن العمر كلما امتد بنا كشف لنا هشاشة الأشياء
ربما لأننا نصبح أكثر صمتاً أكثر حكمة لكنني رغم ذلك أؤمن أن الخوف ليس سوى عتبة بيننا وبين الحقيقة وأن الرحيل أحياناً هو أقرب الطرق لنلتقي بأنفسنا من جديد
الشاعره/ أمال عيد /