قد يأتي غيري _. أحمد جاد الله

Najwa Ezzedine
0

 قد يأتي غيري




 أحمد جاد الله


يا سائلًا عن قلبي، خذ هذا الخبرْ


قد يطرق البابَ بعدي ألفُ بشرْ


لكن مثلي، هيهاتَ، أن يأتيكَ قَدَر


فأنا النجمُ الذي أضاءَ ثم انتحرْ


إن كنتُ في العمرِ مرحلةً عَبَرْ


فأنا الذكرى التي أبدًا لا تندثرْ


رسمتُ في الروحِ لونًا لا يتغيرْ


وبقيتُ أثرًا، مهما الزمانُ استترْ


فلا تظنَّ بأنَّ للوقتِ بيَ أثرْ


أو أنَّ ليالي البعدِ تمحو ما استقرْ


أنا القصةُ التي تُروى معَ السَّحَرْ


وأنا الحرفُ الذي بالقلبِ قد حُفِرْ


قد يأتي بعدي من يملأُ النظرْ


بصورةٍ حسناءَ، أو بلمسٍ طَهُرْ


لكنَّ روحي فيكَ تركتْ أثرْ


كالنقشِ في الصخرِ، لا يمحوهُ مطرْ


إن كنتُ حلمًا مرَّ يومًا في الفكرْ


فأنا الذي يصحو بكَ عندَ الفجرْ


وأنا الشوقُ الذي لا يعرفُ الضجرْ


والوعدُ المكنونُ في عمقِ الصدرْ


فلا تبحثْ عني في وجوهِ البشرْ


فمثلي لا يُعادُ، ولا منهُ مفرْ


أنا الصمتُ الذي يحكي كلَّ خبرْ


وأنا الصوتُ الذي يوقظُ فيكَ الوترْ


فلا تظنَّ بأنَّ للحبِّ نهايةَ سفرْ


فروحيَ في روحكَ حُبٌّ استمرّْ


أنا النبضُ الخفيُّ الذي فيكَ استقرّْ


وأنا السرُّ الذي بهِ قلبُكَ انشطرْ


كم من غريبٍ سيأتي وكم من مستقرْ


يُحاولُ أنْ ينسيكَ ما كانَ قد مرّْ


لكنَّ ليليَّ في عينيكَ قد أشرقَ بدرْ


فكيفَ لغيري أنْ يمحوَ هذا الأثرْ


أنا الشطرُ الذي يكملُ فيكَ الشطرْ


وأنا المعنى الذي بهِ العمرُ ازدهرْ


فدعْ الأيامَ تُخبرُكَ كيفَ اعتمرْ


حبِّي بقلبكَ، وكيفَ منهُ انهمرْ


Ahmed gadallah

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*