ظلّ الآخرين
كان هناك شاب اسمه سامر، يعيش حياة بسيطة وهادئة. كان لديه صوت عادي، وضحكة عادية،
وحتى أحلامه لم تكن كبيرة جدًا.
لكن سامر كان مرتاحًا مع نفسه.
في يومٍ ما، تعرّف على صديق جديد اسمه فادي. كان فادي أنيقًا، يتحدث بثقة،
يلفت الأنظار أينما ذهب.
أُعجب سامر بطريقة حديثه ولباسه وجرأته. فقال في نفسه:
لماذا لا أكون مثله؟
هو محبوب ولامع،
وأنا لا يراني أحد.
بدأ سامر يقلّد فادي في كل شيء: طريقة كلامه، لباسه، حتى حركات يديه.
في البداية، ظن أنه أصبح أكثر قوةً وجاذبية.
لكن مع مرور الأيام،
صار الناس يرونه نسخة باهتة من فادي.
لم يعودوا يعرفون من هو سامر، ولا حتى هو عرف نفسه.
وذات يوم،
حاول أن يعود لشخصيته القديمة،
إلى بساطته وعفويته،
لكنه اكتشف أنه فقدها.
لم يعد يعرف كيف يتحدث بطريقته،
ولا كيف يضحك ضحكته.
صار غريبًا حتى أمام مرآته.
جلس في الليل يفكر بحزن:
أردت أن أصبح فادي...
فانتهيت لا فادي ولا سامر.
ومن يومها، أدرك أن التقليد أطفأ نوره الداخلي، وأن أجمل ما يملكه الإنسان هو أن يكون هو نفسه، لا ظلًا لغيره
من يسعى أن يكون نسخة من غيره، يخسر صورته الأصلية، فلا يكون هو...
ولا يكون الآخر.