هاوِ الهَجْرِ
يا طولَ صَبري عَلى هاوِ الهَجرِ ...
يَهجُرُ تاراتٍ وَ تارةً يَدنو ...
يَنصُبِ مِنْ الظنونِ مَشنَقَةً ...
بِحِبالِها قَلبِي يَروحُ وَ يَغدو ...
أَلمْ يَسمعْ رَجفَةَ الآهاتِ ...
مُنذ بَدَتْ تَواشِيحُ الهَوى تَعلو ...
فَما كانَ صِراطُ هَواه مُستقيماً ...
وَ لا شَفاعَةَ طاعَتي بِها أَنجو ...
فلا رَحيقَ أيّامِنا عَبثاً ...
وَ لا حَريقَ قَلبِي عَليك يَغلو ...
فَسَلْ السِّنين عَنْ دَقّاتِها ...
وَ سَلْ العَشرَ كَيفَ مَضَتْ تَعدو ...
وَما كانتْ الأقلامُ كاذِبةً ...
أَما كانتْ السُّطورُ بَيننا تَحلو وَ تَحلو ...!!
افعل ما تَشاءُ فَلَستُ بِعاتِبٍ ...
عَلى أيِّ فِعلٍ جارحٍ مِنكَ يَبدو ...
فَما أنا إلا روحٌ عازِفةٌ ...
بِأنين لَيلِ الهَوى تَسمو ...
وَ أنّى لِروحٍ أَخلَصَتْ في هَواها ...
مِنْ وَجعِ الأهاتِ تَنجو ...
وَ ما طَريق الأهاتِ إلا دَربٌ ...
فِيه الأرواحُ لِلوِصالِ تَرجو ...
فَمَهما فَرضتْ لَنا الأيامُ مِنْ بُعدٍ ...
سَيظلُّ جَفنِي عَلى رؤياكَ يَغفو ...
وَ ما حالُكَ مَعي إلّا حِيلةٌ ...
لِتَعلَمِ ما يَختبئُ بِقَلبِي وَ مَا يَطفو ...
فَلا تَكُنْ مَع الوَردِ قاسِياً ...
يَحزنُ الوَردُ حِين تَجني وَ تَقسو ...
فَيا هاوِ الهَجرِ هَجرُك ظُلمٌ ...
أَنتَ أَعزُّ عِندِي حِين تَغزو ...
بقلمي : قَبسٌ مِن نور ... ( S-A )
- مصر -