أصداء الحنين
طَالَ الفِراقُ فذَبَلَتْ رُموشُنا،
ومحالٌ أن يَخفى الشوقُ بعدَ وصالِ.
يَقتُلُ حَنينُكَ مَلكَ حُبٍّ طاهِرٍ،
ويُجرمُ الإحساسَ في نَشوةِ الآمالِ.
انتِقامُهُ شَرِسٌ وبُعدُهُ قاسٍ،
ويائسٌ بعدَ كلِّ مُحاولٍ استمالِ.
أرضٌ شائكةٌ والعزمُ أوهى في الهوى،
وشُعورُ حبيبةٍ صافٍ وزادَ أدغالِ.
نظراتُها بَلسَمٌ لِجُرحٍ نازِفٍ،
وبِسمَةٌ كخَمرَةٍ للأُنسِ والأجيالِ.
عَيناكِ نَبعٌ للجَمالِ يَفيضُ،
كالبدرِ إذ يَسألُ في لجةِ الأهوالِ.
والبَدرُ حَيرى في هواكِ ونَفسُهُ،
والطَّيرُ يَحلِقُ في ضِياءِ هِلالِ.
شَبابُنا غَزَلٌ، هِيامٌ طافَ بي،
في نَشوةٍ وسَمَرَاتِ لَيالِ.
فارَقتُ، فاستهلّتِ الجروحُ وجَنّتي،
شَجَنًا يُناغي دَمعَةَ الأوصالِ.
مَضَتِ الليالي دونَ جدوى وارتَحَتْ،
ذِكرى تُفَرِّي حُرقةَ المِقْلالِ.
ومتى الحُلمُ يَصيرُ حَقيقةً،
وتَكونُ ماثلةً بَعدَ الغيابِ، كالأطلال.
الأستاذ
فراس ريسان سلمان العلي
العراق