المصلحة العامة حين تصبح ساحة صراع حزبي
بقلم: الإعلامية ميرفت شوقي صالح
في المجتمعات السليمة تُبنى المصالح العامة لخدمة الناس لا لتقسيمهم. لكن حين تدخل الأحزاب والمصالح الشخصية في قلب مؤسسة عامة تتحوّل النوايا من خدمة المواطن إلى خدمة النفوذ وتضيع العدالة بين المجاملات والانتماءات.
1. المصلحة تتحول إلى ملعب نفوذ
بدلًا من أن تُدار بعقل الدولة، تُدار بعقل الفريق كل طرف يدافع عن من يمثّله لا عن الصالح العام. الموظف الكفء يُهمل لأنه لا ينتمي وصاحب العلاقات هو من يُكرَّم حتى إن لم يُنتج شيئًا.
2. المواطن يدفع الثمن*
حين تُقسم المصلحة كالكعكة بين الأحزاب تتعطّل مصالح الناس. تتأخر المعاملات يُهمّش أصحاب الحق ويُقدّم المقرّبون ويصبح أداء المرفق العام مشلولًا بفعل الولاءات.
3. غياب الرقابة يكرّس الفساد
عندما لا تُحاسب القيادات التي تسمح بتحزّب المصالح يصبح الصوت الحزبي أقوى من صوت القانون. وتتحوّل المصلحة إلى مصدر للظلم بدلًا من أن تكون بابًا للعدل والخدمةالمصلحة العامة.. حين نكون يدًا واحدة ننجح جميعًا
المصلحة العامة لا تنجح إلا عندما يعمل الجميع بروح الفريق الواحد. عندما نخلع عباءات المصالح الشخصية والانتماءات الضيقة ونضع نصب أعيننا خدمة الناس وتيسير حياتهم تتحول المؤسسة إلى خلية عمل متكاملة تُنتج وتُنجز وتُحترم.
4. التعاون أساس النجاح
حين يتعاون الموظف مع زميله ويتعامل مع المواطن كأنه شريك لا عبءتثمر الجهود وتظهر النتائج. فالمصلحة التي تُدار بالمحبة والتفاهم تُصبح قوية قادرة على مواجهة التحديات.
5. لا مكان للأنانية في العمل العام
من يظن أن نجاحه في إخفاء المعلومة أو تعطيل زميله لا يضر إلا نفسه. لأن المصلحة إن سقطت سقط فيها الجميع. أما من يساعد غيره ويُكمل النقص فهو من يُبنى عليه ويُعوّل عليه.
6. يد واحدة.. قلب واحد
النجاح لا يصنعه مدير وحده ولا عامل بمفرده بل فريق يعرف هدفه ويضع مصلحة الناس أولاً. حين نُصبح يدًا واحدة نغلب الفوضى ونتقدم بخطى ثابتة نحو خدمة الوطن.
المصلحة العامة مسؤولية جماعية لا تستقيم إلا إذا تحركنا بروح واحدة. فلنكن يدًا تبني لا تهدم وقلوبًا تتعاون لا تتنافس. فالوطن لا ينتظر منّا إلا أن نكون أوفياء للواجب مخلصين في العطاء.
الخاتمة:
المصالح العامة ليست ملكًا لفصيل ولا ساحة لإثبات الهيمنة بل هي أمانة في رقبة كل مسؤول. فحين تُدار المؤسسات بالعقلية الحزبية تضيع الكفاءة وتُخنق العدالة ويخسر الجميع. الوطن لا يُبنى بشعارات الفرق بل بعدالة الفريق الواحد.