"سراب الرؤى"
تاهت خيوط الليل ظلامه ابتعد
صار سراب الوقت متجهّما كمِدا
صرت على أُهبة الصبح مُلتمسة
بقايا أنات الرّوح قد صعدَ
قامت دِيَكةُ الحيِّ عازفةً
لحن الحنين على أبوابها اتّقد
هُنا كانت نُجيمات اللّيل ترقبُنا
وترقُب لذّات العشقِ بالمدى
وقفت بحيرة الرّوح والأمل
هل سنعيد الشَّدو ذات غدا
فتحت باب البُعد في رجفٍ
كم هو الصبر عنيدا حينما ابتعد
قاومت صدَّ المُنى والرّوح هائمة
بين الضّفاف وبين الحُزن معتمدا
لا شيء يُعيد مُهجتي الأولى
من بعد ما غابت رؤياي القلب قد جحد
البُعد نارٌ تُحرق الذكرى
والرّكضُ وراء العوْدِ يُنهك الجسد
أرى الأيام بالالامِ تقتُلني
وتزرع دربي بُؤسها نكدا
لو كنت أعلم أن لقاءك وجعا
ما كنت التقيتك في المدى أبدا
أمضيت وثيقةَ الوداع في مللٍ
ما عاد منذ الآن لليْلي صدى