***** عبد الكريم مدايني***

حجاب حسن
0


*



**** أُقصوصه بعنوان : مُنى والذي غاب فجأه ***


*الكذب : 


الكذب و استجداء العطف و التمسكُن رذيلة لا يتصف بها المؤمن أبدا، 


فقد يكون أحيانا جباناً، 


وقد يكون دائما بخيلاً،


 أما أن يكون المُؤمن كذاباً فالامر لا يستقيم ،


سُئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم):


 «أيكون المؤمن جباناً؟ 


قال: نعم! 


قيل: أيكون المؤمن بخيلاً؟


 قال: نعم! 


قيل: أيكون المؤمن كذاباً؟ 


قال: لا» رواه الإمام مالك.//


- بداية القصّه كما ترويها مُنى بطلة هذه الحكايه :


كان أسمر اللون ، بهي الطلعه .. دائمُ الابتسام .. وكان يُظهر الجدّية في كلّ تصرُّفاته ... إنه ميكانكي الحي حيث أقطُن .. لم يكن صعبا عليه ان يجعلني أحبُّه وأتعلّقُ به حتى أنّي أصبحتُ لا أهملُ فتح نافذة حُجرتي العُلويّة في بيتنا كل صباح و الذي هو قبالة ورشته حيث يعمل ...


ولم أنتظر طويلا فلقد فاجأني والدي يوما بخبر جعلني أنظرُ الى هذه الدّنيا مليء عيني تفائُلا و سعادة و فرحا بالحياة ...


ثمّ بدأت زياراته تتواتر على منزلنا والعجيب انّه كان يطلب الاذن من والدي في ذلك مُبديا جدّيته المُفرطه ...


ومرت الايام ..  


بدأت تشكّياته من مرض والدته وعجزه عن توفير ثمن علاجها و تكاليف العمليّــــــــة ... ثمّ إحتياجه لبعض المال للمعدّات الباهضة الثمن وكان أسلوبه في ذلك سلسا و تلميحا حتى جعلنا كلّنا نعرض عليه المساعده ، لكنّه تمنّع وقال انه ليس من مبادئه التواكُل و الاستجداء ... حتى جعلني أتدخّل و أطلب من أبي أن يقرضه المبالغ كُلها يوم يطلب يدي لنفاجئه فيقبل ...


 - وكأنه قرأ أفكاري فقال لي ذات يوم : - غدا صباحا سنزوركم انا وأمّي ... ياااااه ياا لفرحتي .. وأردت ان أقول له شيئـــــــــا ..


لكنه قاطعني وقال سأقابل أباك هذا المساء .


تمّت الخطبه ، و تقبّل من أبي المبلغ بأكمله وانسحب هو أمّه التي تعرّفــتُ عليها و أحببتُها - كانت دائمة الحديث عن إبنها الوحيد وعن زوجها المُتوفى و عن سعادتها وفرحها بزواج إبنهـــــا ... 


كنتُ مأخوذة بكل تفاصيل تلك الاحداث ومرّت الايـــــاّم ...


-لاحظت ان ورشة خطيبي مغلقه وامتدّ ذلك أكثر من شهــــــــر ..  


هاتفته لكنّ لا إجابه ... ورغم محاولة أبي البحث عنه والسؤال عنه ... لا أحد يعرف ، لا أحد يعرف إسمه الحقيقي فلقد كانت الآراء مُتضاربه والاسمــــاء نكره... لقد غاب فجـــــــــأه ...


تقول منى : لقد إنقطعت آثارُه وأخباره و ...


وذات يوم : رن هاتفي بعد منتصف الّيل .. إنه صوته .. إهتزّ قلبي وأنا استمع لكلماته ، ووجدته يقول لي ، أطلب منك العفو والسّماح أنا الآن في إيطاليا ، لقد كنت بحاجة ماسّة للمـــــــال لأرحــــــــل ،لاسافــــــــــــر ... 


- تقول منى لم أتمالك نفسي فصحتُ فيه بكل ما أوتيتُ من غضب و حقد و وصفته بأبشع النُّعوت ... القيت الهاتف الذي لا زال صوته القادم من بعيد يتوسّل ويطلُب العفو ... ... .


- قالت منى : هذه قصّتي .. أفتوني ماذا أفعل ومذا أقول لوالدى الذي لم يتكلّم معي على أمواله التي كان قد جمعها من سنوات ما حزّ في نفسي ..


- تقول مُنى : إنّي أنتظرُ إجاباتكم ، هل أعفو هل ...هل .... و هل ؟


*


*


*******بقلم عبد الكريم مدايني**** 2025 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*