عدالة السماء، ابتهالات الضعفاء وقود النيران، صوت الحق

حجاب حسن
0

بقلم : هلاله مخلوف 



في غمرة الظلم، حيث تتجبر القوة وتُكمم الأفواه، يبقى عزاء واحد يتردد صداه في قلوب المقهورين: عدالة السماء. إنها ليست مجرد فكرة مجردة، بل هي إيمان راسخ بأن هناك قوة عليا، حكمة إلهية، ستنصف المظلومين ولو بعد حين. قد تتأخر العدالة الأرضية، وقد تعجز القوانين البشرية عن تحقيق المساواة، لكن عدالة السماء نافذة لا يغيب عنها شيء، وميزانها دقيق لا يختل أبدًا.

لكن هذا الإيمان العميق لا يعني الاستسلام أو الخنوع. فابتهالات الضعفاء، تلك الهمسات الصادقة التي تصعد من أعماق القلوب الموجوعة، ليست مجرد كلمات عابرة. إنها وقود يغذي نيران الغضب المقدس، نار تشتعل ببطء لكنها حتمًا ستحرق زيف الباطل وتكشف حقيقة الظالمين. هذه الابتهالات، الممزوجة بدموع القهر، تحمل في طياتها قوة كامنة، قوة روحية تتجاوز حدود المادة وتصل إلى عنان السماء.

وفي خضم هذا الصراع الدائم بين الحق والباطل، يتردد صوت الحق خافتًا في البداية، لكنه سرعان ما يعلو ويدوي. إنه صوت الضمير الإنساني، صوت الفطرة السليمة التي ترفض الظلم وتنشد العدل. قد يحاول الطغاة إسكاته، وقد يسعون لطمسه وتشويهه، لكن الحق أبلج لا يُمحى، وشمس الحقيقة مهما طال غيابها ستشرق وتضيء الدروب.

إن العلاقة بين عدالة السماء وابتهالات الضعفاء وصوت الحق هي علاقة تفاعلية وثيقة. فإيمان الضعفاء بعدالة السماء يمنحهم الصبر والقوة لمواجهة الظلم، وابتهالاتهم الصادقة هي صرخة مدوية تستنفر قوى الخير وتوقظ الضمائر، بينما صوت الحق هو البوصلة التي تهدي التائهين وتشير إلى طريق الخلاص.

قد تبدو الأمور في ظاهرها لصالح الظالمين، وقد يطول ليل القهر، لكن التاريخ يشهد أن عروش الظالمين دائمًا ما تنهار، وأن نور الحق في النهاية ينتصر. فعدالة السماء قادمة لا محالة، وابتهالات الضعفاء لن تذهب سدى، وصوت الحق سيظل يتردد عبر الأجيال 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*