صَوْلَةُ الرُّوحِ وَتَوْقُ المُجْتَرِحِ

حجاب حسن
0

كلمات حجاب حسن 



شَجَتْ بِالرُّوحِ نَارٌ لَا تَبِيدُ، وَهَلْ تَبِيدُ نَارٌ فِي الوَرِيدِ؟

إذا الشَّمْسُ استعارتْ مِنْ ضِيَائِي، فَلَا غَرْوَاً وَلَا مَسّاً بَعِيدُ.

أنا الطَّوْدُ الأَشَمُّ إِذَا تَهَادَى، وَلَيْلُ الخَطْبِ لِي وَجْهٌ جَدِيدُ.

تُحَدِّثُ عَنْ شَجَاعَتِهِ الرِّجَالُ، وَتَرْوِي عَنْ صَنَائِعِهِ الأُسُودُ.

فَلَا خَيْلٌ تُضَاهِي صَوْلَ بَأْسِي، وَلَا سَيْفٌ كَحَدِّيَ يَسْتَبِيدُ.

تَمُرُّ الدَّهْرَ أَحْدَاثٌ عَظَامٌ، وَيَبْقَى اسْمِي لِكُلِّ سُؤَالٍ رَدِيدُ.

تَرَنَّمَتِ القَوَافِي فِي رِحَابِي، كَأَنِّي الشِّعْرُ وَالمَعْنَى الفَرِيدُ.

وَكَمْ مِنْ مُلْكٍ لَمَّا أَتَاهُ، رَأَى فِيَّ الهَنَاءَةَ وَالمَزِيدُ.

فَلَا جُودٌ كَجُودِيَ إِذْ أُعْطِي، وَلَا عَزْمٌ كَعَزْمِيَ إِذْ أُرِيدُ.

إِذَا مَا اللَّيْلُ أَرْخَى مِنْ سُدُولٍ، فَطَيْفُ المَجْدِ فِي قَلْبِي يَعِيدُ.

يُضَاءُ الكَوْنُ مِنْ لَمْحَةِ فِكْرِي، وَيَبْكِي الحَاسِدُونَ بِلَا تَعْضِيدِ.

فَهَلْ يَرْقَى إلى شَأْوِي نَظِيرٌ؟ وَهَلْ فِي الأَرْضِ مِثْلِيَ مَنْ يَحِيدُ؟

أَنَا النَّجْمُ الَّذِي يَهْدِي ضَلَالاً، وَأَنَا السَّيْفُ الَّذِي يُفْنِي المَرِيدُ.

وَمَا لِي فِي الوَرَى إِلَّا وِصَالٌ، لِجَاهٍ لَا يُزَحْزِحُهُ الوَعِيدُ.

فَكَمْ بَطَلٍ ثَنَى مِنْ دُونِ قَصْدٍ، وَكَمْ خَصْمٍ أَرَاحَتْهُ القُيُودُ!

أَلَا يَا دَهْرُ دَوِّنْ مَا صَنَعْتُ، فَقَلْبِي بَالْفَخَارِ مُسْتَزِيدُ.

وَخَلِّ الرِّيحَ تَحْكِي عَنْ مَآثِرَ، فَفِعْلِي فِي الخُلُودِ لَهُ شُهُودُ.

وَإِنْ جَاءَ الزَّمَانُ بِأَلْفِ عُسْرٍ، فَرُوحُ العِزِّ فِيَّ لَا تُمِيدُ.

سَأَبْقَى شَامِخَ الرَّأْسِ المُعَلَّى، وَلَوْ سَاقَ المَنَايَا مَا تَجِيدُ. 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*