مضى العمرُ يا صاحبي مسرعاً
كظلٍّ يطاردُ فجرَ السنين
مرّتْ الأيامُ كأن لم تكنْ
وخلفَ الستارِ بقايا حنين
بذلتُ الشبابَ لأجلِ الرفاقِ
وللأهلِ والناسِ
كأني زرعت في أرض غيري
ولم أجني منها زهرة شبابي
وثمر السنين
أسقيتُ أرضاً بماءِ الفؤادِ
ونسيتُ زهرَ حياتي
ووقعت معهم في حقد في
قلوبهم دفين
حملتُ الهمومَ عنِ الأكتافِ
ومسحتُ دمعاً بصدقِ اليقين
ضحيتُ بوقتي، براحِ يدي
لأبنيَ جسراً لكلِّ العابرين
واليومَ أنظرُ، الدربُ خلفي
طويلٌ، وفيهِ آثارُ السنين
أينَ أنا من كلِّ هذا العطاءِ؟
فؤاديَ متعبٌ، والروحُ عليل
أحلاميَ كانتْ بعيداً، بعيدْ
تلاشتْ كغيْمٍ ببطنِ السماء
قضيتُ حياتيَ للآخرينَ
ولم يبقَ ليَ سوى الإنطفاء
وقلبي ذبل من تعب السنين
مضى العمرُ، آهٍ على عُمرٍ
أُعطيَ للناسِ ولم يُستردْ
منهم غير حقد دفين
هذا هوَ الدربُ الذي سرتُ فيهِ
بقلبٍ محبٍّ، وجسمٍ كَمدْ حزين
ومضى العمر وراء الحنين .
Ahmed gadallah