على طريق الموت كمين الشعانية يوقف شحنة الدم والسم

حجاب حسن
0

متابعه محمد عطيتو



الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا، والهدوء يُخيم على الطريق الصحراوي الرابط بين العسيرات ودشنا، لا يقطعه سوى أزيز الرياح وعيون ساهرة من رجال الشرطة في كمين “الشعانية” الشهير… ذلك المعبر الذي كثيرًا ما يُختبر فيه ذكاء الضباط وقوة أعصاب الخارجين عن القانون.


لكن ما بدا ليلة عادية، تحوّل إلى واحدة من أخطر الضبطيات التي شهدها مركز نجع حمادي هذا العام.


 “موتوسيكل الظلام”


ظهر فجأة من عمق الطريق… دراجة نارية، يستقلها شابان في مقتبل الثلاثينيات، ملامحهما متوترة، وسرعتهما تفوق المعتاد. أحد الضباط أشار إليهما بالتوقف. تجاهلا الإشارة في البداية، قبل أن يتباطآ بشكل غريب قرب الحاجز الأمني.


الشك تسلل إلى قلوب رجال الكمين… وأيديهم كانت أسرع من نوايا الهاربين.


“قف… شرطة!”


لم تكن تلك الكلمة سوى شرارة البداية.


الكيس الأسود… والحمولة المحرمة


بالتفتيش الدقيق، لم تكن المفاجأة في مجرد تهريب، بل في نوعية الحمولة:


 نصف كيلو من الشابو عالي التركيز – أحد أخطر أنواع المخدرات التي تدمر الجهاز العصبي


  4 فروش حشيش


 175 طلقة نارية حية


 7 خزن سلاح آلي


 خزنة خرطوش


 بندقية آلية – بندقية خرطوش – طبنجة


الضابط الشاب الذي أجرى التفتيش همس لزميله:


“دي مش مجرد قضية تهريب… إحنا وقعنا على خيط شبكة كبيرة”.


 من سوهاج إلى قنا: خط التهريب الصامت


وفق المعلومات التي حصلت عليها فإن الدراجة انطلقت من إحدى قرى مركز العسيرات بسوهاج، وكانت في طريقها إلى منطقة نائية في مركز دشنا، حيث يُعتقد أن هناك مخزنًا لتجميع الأسلحة والمخدرات تمهيدًا لتوزيعها على مراكز الشمال.


الأجهزة الأمنية تحركت فورًا لفتح تحقيق موسع، بينما باشرت النيابة العامة التحقيق مع المتهمَين بعد تحرير محضر رسمي بالواقعة.


 مديرية أمن قنا: معركة بلا هدنة


العملية الأخيرة تُضاف إلى سلسلة ضربات استباقية تنفذها مديرية أمن قنا ضمن خطة موسعة لإغلاق منافذ التهريب على امتداد المحافظة.


 رسالة إلى مَن يهمه الأمر


“الطريق إلى قنا ليس مفتوحًا لمن يحمل السلاح والمخدرات”…


رسالة وجهها رجال الشرطة في الليلة الماضية، ليس بالكلام، بل بالفعل.


وإذا كانت الصحراء قد خبأت ذات يوم أسرارًا كثيرة، فكمين “الشعانية” بالأمس، كشف شحنة من السم والنار كانت في طريقها لتغتال حياة العشرات، لولا يقظة العيون الساهرة.


نحن هنا… نكتب الحقيقة بدموع الأمهات، وعرق رجال الأمن، وصمت الصحارى التي لا تنام.


متابعه محمد عطيتو عوض 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*