الود الزور
قَدْ فُرِّطَ العَقْدُ بَيْنَ القَلْبِ وَالقَلْبِ
وَكَانَ وِدٌّ لَنَا مِنْ أَعْجَبِ العَجَبِ
تَفَرَّقَ النَّاسُ بَعْدَ الأُلْفَةِ الكُبْرَى
كَأَنَّ عِشْرَتَهُمْ كَانَتْ عَلَى كَذِبِ
يَا مَنْ تَرَى الوَجْهَ يَحْكِي عَنْ مَحَبَّتِهِ
وَبَاطِنٌ فِيهِ مَمْلُوءٌ مِنَ النَّصَبِ
لَا تَنْخَدِعْ بِكَلَامٍ بَانَ عُذُوبَتُهُ
فَقَلْبُهُ حَجَرٌ فِي قَسْوَةِ التَّعَبِ
فَإِنْ تَرَاهُ غَدُورًا بَعْدَمَا عَشَرَتْ
فَلَا تَسَلْ عَنْ سَبِيلٍ أَوْ عَنِ السَّبَبِ
فَهَذِهِ حَالُهُ مُنْذُ الصِّغَرِ غُرِسَتْ
كَأَنَّهُ الغَدْرُ فِيهِ يَسْرِي فِي العَصَبِ
وَلَيْسَ لِلضَّمِيرِ مِنْهُ أَيُّ مَانِعَةٍ
فَهْوَ عَلَى السُّوءِ مَبْنِيٌّ بِلَا أَدَبِ
وَالأَصْلُ غَلَّابٌ فِيهِ الشَّرُّ قَدْ رَسَخَ
فَاحْذَرْ مَنِ الأَصْلُ لَمْ يُزَيَّنْ بِأَيِّ طِيبِ
فَعَلَى الأُصُولِ ابْحَثُوا قَبْلَ المُعَاشَرَةِ
فَالوَجْهُ قَدْ يَخْتَفِي فِي وَقْتِنَا الصَّعْبِ
وَاحْذَرْ مُحَوِّرَ قَوْلٍ لَيْسَ ذَا صِدْقٍ
فَقَلْبُهُ فِي الدَّجَى وَاللَّيْلِ مُضْطَرِبِ
وَإِيَّاكَ أَنْ تَحْسَبَ الغَادِرِينَ غَدًا
أَحِبَّةً لَكَ أَوْ مِنْ خَيْرِ أَصْحَابِ
Ahmed gadallah