قصه قصيره من الخيال
جلست متقوقعه على نفسها
وهى مرعوبه وتفكر بميعاد طردها من الحجره الصغيره التى تسكنها لعدم التزامها بتسديد الإيجار فى موعده وأيضا ميعاد الإنذار الموجه من المدرسه بطرد إبنها الصغير الذى يبلغ من العمر ٩ سنوات من المدرسه
لعدم تسديد الرسوم المدرسيه والكتب
ولا تملك من دنياها إلا البكاء الشديد والدعاء إلى الله بأن يفرجها عليها وتجد لها مخرجا من من كل تلك الظروف الصعبه والقاسيه
وشردت بفكرها برهه فرأت
شريط حياتها يمر أما عينيها عندما
كانت تعيش مع أخيها بعد وفاه والديهم وكان يعمل فى وظيفه متوسطه الدخل وتقدم
لخطبتها والزواج بها رجل أرمل يكبرها بعشرات السنين وله أبناء كبار فرفضه أخيها خوفا عليها لأنه يكبرها بأعوام كثيره وهى مازالت صغيره ولكنها
أصرت ووجدتها فرصه لتعيش فى حياه سعيده مع
زوجها الميسور الحال ولم تفكر بفارق السن فغضب أخيها منها غضب شديد وبعد زواجها بفتره فكر أخيها بالسفر والهجره لتحسين أحواله الماديه
وتزوجت وأنجنبت إبنها وعندما بلغ الابن السابعه من
عمره صدمت بوفاه زوجها ووالد إبنها وبعد فتره وجيزه من الزمن أستبد الجشع والطمع بأبناء زوجها فتكاثروا عليها بالتهديد وبالتخويف والرعب
لكى يجبروها على ترك بيتها وكل ماتركه لها زوجها وخرجت وهى لا تعرف لها
وجهه تذهب إليها وتعبت من المشى فى الشوارع هى وابنها الصغير
وأخيرا لجأت إلى محطه قطار لتجد كرسى ترتاح عليه قليلا هى وابنها إلى
أن يأتي الصباح
وهى شارده فى تفكيرها تيقظت على صوت سيده من ركاب القطار الذى وصل للمحطه تطلب منها أن تجلس بجانبهم هى وزوجها الى أن تأتى السياره
لتقلهم إلى منزلهم وأخذت تسألها من أنتى ومن أين ولماذا تبكى فأخبرتها بما حدث لها فقالت لها لا تحزنى
تعالى معنا عندنا حجره فارغه فى الدور الأرضي وأيضا ممكن تساعديني فى المنزل
ففرحت وذهبت معها لأنها وجدت المأوى وارتاحت لتلك السيده الحنونه وداومت على مساعدتها مقابل مبلغ من المال والسكن بالحجره
واستمر الأمر على هذا الحال وأدخلت إبنها مدرسه قريبه منهم وحمدت ربها على الستر ولكن بعد فتره من الزمن أصبحت تتردد فى الذهاب عند السيده صاحبه المنزل وكانت كثيرا ما تغضب منها السيده ولكنها كانت لا تستطيع أن تخبرها
بأن زوجها يراودها دائما عن نفسها ولكن السيده لاحظت أمور زوجها الغير سويه مع تلك السيده التى تساعدها فى المنزل وأشتد غضب صاحب المنزل وغيظه من
تلك السيده لعدم مطاوعته فهددها بالطرد بأن تدفع كل أجره الحجره أو ترحل بعد أسبوع وفى ذات الوقت جاء ساعى البريد
بانذار من المدرسه بطرد الولد لعدم سداده المصروفات المدرسيه وثمن الكتب المدرسيه فجلست متوقعه على نفسها وراحت فى نوبه بكاء شديد وهى تتوجه إلى الله بالدعاء ليفك كربها وتجد مأوى آخر وعمل
تعيش منه هى وابنها خيرا من هذا المكان لأن المبلغ المالى الذى كانت تحصل عليه مقابل العمل فى بيت السيده توقف وكل حلمها بأن تكمل لابنها دراسته وفى وسط هذه المأساة الرهيبه ومن شده البكاء والنحيب ركنت برأسها على يديها فغلبها النوم
فأغمضت عينيها وراحت فى النوم من شده التعب والتوتر
وأستيقظت فجأه على طرق شديد على الباب فخافت أن تفتح الباب وقالت فى نفسها
أكيد صاحب المنزل جاء ليطردنى من الحجره ولكن الطرق ذاد وسمعت صوت من الخارج أنا ساعى البريد فنهضت مسرعه لتشاهد ماالأمر فإذا
به يعطيها خطاب مسجل فأخذته منه وانصرف وقالت ياربى
ممن تكون تلك الرساله ولم يبقى لى أحد يهتم لأمرى ولا يتذكرني أحد ففتحت الرساله ونظرت إلى الراسل فعرفت أنه أخيها
وقرأت الرساله
أختى الحبيبه لقد سافرت عندما تزوجتى وأنا رافض لهذا
الزواج لخوفى عليكى ولكنك أصريتى على هذا الزواج فقررت أن
أسافر لأبحث عن عمل لسعه فى الرزق وظللت مده كبيره أتنقل من وظيفه لأخرى إلى أن أستقر بى الحال فى وظيفه محترمه ودخل محترم وانا كنت على إتصال
دائم بمعارفنا لأطمئن عليكى
وعلى أحوالك
وعندما أخبروني بما حدث لك حزنت جدا على ما حدث لك فمرسل لك حواله بمبلغ كبير تدبرى به أمورك كلها
إلى أن احضر اليكم وأصطحبكم معى
أخيك المخلصى
انتهت من قراءه الرساله
وهى فى حاله زهول وبكاء بحرقه شديده و هى تسجد لله وتشكر الله على هذا الفرج العظيم من الله سبحانه من حيث لا تحتسب .
فسبحان الله العلى العظيم يرزق من يشاء بغير حساب
وانتقلت إلى مكان آخر إلى
أن جاء أخيها ليصطحبهم معه .
بقلم /الكاتبه والشاعره
سوميه محمد
somia Khaled