.jpg)
متابعه مكتب أسيوط سحر محمد عبدالرحمن
على خلفية التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يفكر في توسيع سيطرته على مناطق إضافية في قطاع غزة بهدف إنشاء "مناطق أمنية"، يطرح سؤال حاسم: أي المناطق سيتم اختيارها؟ هل سيكون التركيز على شمال القطاع وشرقه، بالقرب من التجمعات السكانية الإسرائيلية، أم في الجنوب، في منطقة رفح ومحور فيلادلفي؟ تحدثت صحيفة "معاريف" اليوم (الثلاثاء) مع إيال عوفر، خبير اقتصادي في شؤون حماس، الذي قدم موقفًا حازمًا بشأن الاتجاه الذي يجب على إسرائيل التوجه إليه.
وفقًا لعوفر، يجب أن يعتمد قرار توسيع السيطرة العسكرية أولاً وقبل كل شيء على اعتبارات أمنية مباشرة: "آمل أن يكون التركيز على الطرف الشمالي وكذلك في الجانب الشرقي، وليس في فيلادلفي ورفح. بحسب قوله، فإن السيطرة على هذه المناطق في شمال قطاع غزة ستعزز أمن السكان الإسرائيليين، وستبعد تهديد الصواريخ وتمنع إنشاء بنى تحتية جديدة للإرهاب على مقربة من الحدود.
ومع ذلك، إذا اختارت إسرائيل تركيز جهودها في جنوب القطاع، يحذر عوفر من عواقب وخيمة: "إذا ركزوا على رفح/فيلادلفي باعتبار أن أهم شيء هو فصل غزة عن التهريب من مصر - فهذه جائزة لمصر. لن تكون هناك أي مسؤولية عليهم لمنع التهريب في سيناء ، وسيتم إعفاؤهم من خطر ضغط الغزيين للخروج عبر معبر رفح، وخلال وقت قصير بعد أن تثبت إسرائيل سيطرتها 360 درجة حول غزة - نصبح عمليًا قوة محتلة، وعندها ستطبق علينا قوانين اتفاقية لاهاي التي تلزمنا بالمسئولية تجاه السكان".
ويقول إنه بمجرد أن تثبت إسرائيل وجودها في جميع حدود غزة، بما في ذلك الجنوب، فإن المسؤولية الدولية عن السكان ستقع عليها، ولن تتمكن بعد ذلك من التهرب منها.
ويحذر عوفر من أن الواقع الذي تكون فيه إسرائيل محاطة بالتزامات إنسانية في غزة ليس بعيدًا. "في غضون أسبوعين تقريبًا، سيدّعون أن الطعام قد نفد. لن تغير أي حسابات عسكرية قدرة حماس على نشر صور الجوع. سيتعين على إسرائيل إعادة فتح المعابر وتوفير الطعام - لأننا ابعدنا مصر عن تحمل هذه المسؤولية ونرفض فتح معبر رفح لخروج الغزيين ولدخول الطعام/المساعدات من مصر".
من المتوقع أن يستمر النقاش حول توسيع السيطرة الإسرائيلية في غزة، لكن عوفر يؤكد أن القرارات التي ستتخذ الآن ستؤثر بشكل كبير على مستقبل الحملة. وفقًا له، من الضروري التركيز على المناطق التي تشكل تهديدًا مباشرًا على إسرائيل، وعدم الانجرار إلى خطوة تمنح مصر "هدوءًا" وتترك إسرائيل تتحمل مسؤولية إنسانية ثقيلة.
