قرأت لك برنامج منقول من مصادر

حجاب حسن
0

بسم الله الرحمن الرحيم 



قرأت لك 

برنامج منقول من مصادر 

(ألحلقه 92)

(نصائح وقفة يوم الجمعة )

 اعداد وتقديم فخري شريف 

(يعرض كل يوم الجمعة )

    فيوم الجمعة هو أفضل الأيام بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم, وفيه أدخل الجنة, وفيه أخرج منها, ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة. رواه مسلم في صحيحه. ---------------------------------------------------------------

    لا بد أن العديد منا سمع بمقولة إحدى نساء السلف الصالح وهي تودع زوجها أثناء ذهابه للعمل قائلة: اتق الله فينا، إياك وكسبَ الحرام، فإنا نصبر على الجوع والعطش، ولا نصبر على حرِّ النار وغضب الجبار. هذه المرأة جسدت نموذجًا هامًّا للدور المناط بالمرأة في دعم زوجها وإرشاده حتى لا يقع في طرق الكسب المحرمة، ولعل سائلًا يسأل: لماذا اكتسبت مقولة هذه المرأة أهميةً بالغةً وتناقلتها الأجيال جيلًا بعد جيل؟

هذا النداء الذي يواجهه بعض الأزواج في حياته اليومية ضمن سياقات مختلفة يتم خلالها شعور الزوج برغبات زوجته وضجرها من حياة الفقر أو حتى المستوى المتوسط للحياة، قد يدفع الزوج بطريقة غير مباشرة إلى أن يفكر ليل نهار كيف له أن يقفز قفزةً نوعية ويصبح ثريًّا يستطيع أن يحقق كافة رغبات زوجته وأبنائه. بعضهم يضطر أن يستعين بالقروض الربوية من أجل أن يرضي زوجته ويُركِبَها سيارةً تليق بما تعتقد أنه مستواها الاجتماعي، والبعض الآخر يلجأ لطرق الكسب غير المشروع؛ كالرشوة والسرقة والنصب والاحتيال، أو كتابة مبالغ طائلة من الشيكات دون رصيد، وغيرها من طرق الكسب المحرمة. هذه الآفّة بدت واضحة على مجتمعنا الحديث، فالأرقام التي تخرج من البنوك لمقدار القروض التي يلجأ إليها المواطنون من أجل شراء السيارات الفارهة تنذر بكارثة اقتصادية سيعاني منها المجتمع كافّة.


بات اليوم مطلوبًا من المرأة دورٌ أكبرُ في أن تعود إلى أصول الخير التي ربّانا عليها ديننا الحنيف، أن تقول لزوجها كل يوم:(اتق الله، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على الحرام)، أن تعيد برمجة رغباتها وتطلعاتها بما يتلاءم مع دخل زوجها، أن يكون لها دورٌ اقتصاديٌ هامٌّ في البيت من خلال مشاركة زوجها بقرارات ما يمكن لهم أن يقتنوه وما لا يمكن لهم أن يقتنوه، أن تشكل المرأة سندًا ودعمًا نفسيًّا لزوجها بأن لا تشعره بالضيق والضجر إن ضاقت عليهم سبل الكسب، بل تقف بجانبه وتبرمج معه مصروفات البيت وتشاركه همومه وتصبر صبرًا جميلًا على تقلبات الزمان، فدوام الحال من المحال، وإنّ مع العسر يسرًا، إنّ مع العسر يسرًا.


هذه المعايير التي نتكلم عنها هي أيضًا من أسرار السعادة الزوجية والاستقرار الأسري، فبرمجة الزوج والزوجة أنفسَهم للعيش ضمن حدود إمكانياتهم ستنعكس إيجابًا على استقرارهم النفسي طويل الأمد، أما البيوت التي يعيش أفرادها الرفاهيّة الكاذبة فإنها ستنقلب رأسًا على عقب على رؤوس ساكنيها يوم تأتي استحقاقات تلك الرفاهية ولا يستطيع الزوج أن يلبيها، سيتحول الزوج من الهدوء والرومنسية والجمال إلى العصبية والضغط النفسي اللامحدود، وستتحول الحياة إلى حياةٍ مُرَّةٍ يوم يضطر أفراد الأسرة أن يعودوا لوضع أسوء من الطبيعي من أجل سداد ما ترتب عليهم من قروض. القناعة كنزٌ لا يفنى، وكما قيل: ارضَ بما قسم الله لك تكن أسعد الناس. 

إلى اللقاء مع عدد القادم إن شاء 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*