حكايات كحيان بن عدمان (7)
بقلم : محمد فتحى شعبان
الواد سكسكة بن ثريا واد منسون كدة ومش علي بعضه ..هكذا كانت امي تصفه لم تكن تنسبه إلي اب بل تنسبه إلي أمه ، لا تأتي سيرته إلا وتقول ( الواد المنسون ) ، ولد علي سبع بنات لكن مثله مثلهن لا فرق ، كانت أمه ثريا تخاف عليه من الحسد ، فتلبسه ملابس البنات وهو صغير ، و تترك شعره بدون قص حتي يطول ، بل إنها كانت تضع له الكحل ، كانت امي تبعدني عنه دوما ، اوعي تمشي مع الواد المنسون ده .
بعد عدة أشهر صارت العلاقة بيني وبين خالتي نجاة عادية ، رجعت الأمور لطبيعتها وعدت إلي التلصص علي بناتها ، دعتني إلي غرفتها ...بناتها كلهن هنا ، حدثتني بلطف ( بناتي دول زي خواتك وانا زي امك أنا عارفة انك كبرت بس دول خواتك في حاجات ميصحش انك تعملها ، أنا مينفعش اشتكي لامك فهمت ) شعرت بإحراج و نكست رأسي ( كلامك صح يا خالتي اكيد خواتي ) تركتها وانصرفت كنت أشعر بخجل شديد ، ذهبت بعيدا ...جلست تحت النخلة وذهبت الأفكار برأسي كل مذهب .
كان الأولاد في الشارع يعاكسون سكسكة ....نسي الجميع اسمه الحقيقي و صار سكسكة هو الاسم الرسمي ، حتي أنهم صاروا ينادون أمه بأم سكسكة و اخواته البنات فلانه مثلا اخت سكسكة ...المهم أنه كان مسخرة الشارع بصوته الناعم وحركاته الأنثوية ، كان بعض الاولاد يمدون أيديهم علي مؤخرته ويفعلون حركات ( ابيحة ) ، أخبرتني دقدوقة في مرة ما أنه ليس ذكرا مثل باقي الذكور وانه يرتدي ملابس تحتية ( بتاعت اخواته البنات ) لا أدري كيف عرفت ، بس دي مخاوية والعفاريت بتنقل ليها كل حاجة .
البت راضية بت خالتي إمارات ، قابلتني اليوم في دخلة البيت ، كانت قادمة إلي امي وانا خارج ، بصراحة لم أعرف إن كانت رضا ام راضية ، احتك كتفي بصدرها كان طريا ، شعرت بقشعريرة تسري في جسدي كله ، سألتني عن امي أشرت إلي الباب ( جوة في الصالة قاعدة مع امك ) ذهبت وذهبت عيني خلفها .
اليوم جمعة في الصباح سمعت طرقات علي الباب ، ثم سمعت صوت جدتي رزة كانت تحمل بعض الأسماك ، ناولتها لأمي وطلبت منها إعدادها مع رز صيادية للغداء ، كانت كلما رأتني تحتضتنني وتقبل وجهي ، فأنا اكبر أبناء ابي والمفضل عندها ...في الغداء كان السمك والأرز والسلطات كل شىء جاهز ، تربع السمك فوق الطبلية وتربعنا نحن فوق الأرض .
