(رجال حول الرسول)

حجاب حسن
0

(( ابو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب٠٠من الظلمات إلى النور))



اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما 

* إنه ابو سفيان آخر غير ابو سفيان بن حرب٠٠ وان قصته هي قصة الهدى بعد الضلال والحب بعد الكراهية ٠٠والسعادة بعد الشقوة ٠٠اهدر النبي دمه وعندما اسلم ناداه يا اخي٠٠٠ هي قصة من أعظم القصص ومن رحمة الله الواسعة حين تفتح أبوابها الواسعة للاجيء القى نفسه بين يدي الله بعد أن اضناه اللغوب٠٠!!! تصوروا عشرين عاما قضاها (ابن الحارث) في عداوة موصولة للإسلام ٠٠!! عشرون عاما منذ بعث النبي عليه الصلاة والسلام حتى اقترب اليوم العظيم وأبو سفيان بن الحارث يشد ازر قريش وحلفائها ويهجو النبي بشعره ولن يتخلف عن حشد تحشده قريش للقتال ضد الرسول والاسلام ٠٠!! وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب هذا هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ثم هو اخو النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالرضاعة إذ أرضعته حليمة السعدية مرضعة الرسول بضعة أيام ٠٠ وذات يوم نادت الأقدار لمصيره السعيد فنادى ولده ( جعفر) وقال لأهله إنا مسافران٠٠ إلى اين يأبن الحارث٠٠؟؟

* إلى رسول الله نسلم معه إلى رب العالمين ٠٠

* * موقف يتطلب الذكاء!!

* +++++++++++++++++

* ومضى يقطع الفيافي والقفار ويطويها وعند الابواء أبصر مقدمة جيش لجب وأدرك أن الرسول قاصدا مكة ليفتحها ٠٠ وفكر ماذا يصنع ٠٠؟؟ فإذا رآه الرسول والمسلمين سوف يقتلونه لأن النبي أهدر دمه٠٠٠اذن فلابد من حيلة ينجو منها وذكاء يلزم مثل هذا الموقف العصيب ٠٠وتنكر ابو سفيان بن الحارث ليخفي كل ملامحه وأخذ بيد ابنه جعفر وسار ماشيا على الأقدام شوطا طويلا حتى أبصر رسول الله قادما في كوكبة من أصحابه فتنحى حتى نزل الركب٠٠ وفجأة القى بنفسه أمام رسول الله مزيحا قناعه فعرفه الرسول وحول وجهه عنه فأتاه ابو سفيان بن الحارث من الجهة الثانية فأعرض عنه النبي وصاح ابو سفيان وولده جعفر ((اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله)) واقترب من النبي قائلا:((لاتثريب يارسول الله))

* فأجابه النبي,:((لاتثريب يا أبا سفيان))

* ثم اسلمه إلى علي بن أبي طالب وقال له ((علم ابن عمك الوضوء والسنة ورح به الي))

* وذهب به (الامام علي) ثم رجع إلى رسول الله وقال له الرسول:((ناد في الناس أن رسول الله قد رضي عن أبي سفيان فارضوا عنه))

* ومن اولى لحظات إسلامه راح يسابق الزمان عابدا ومجاهدا خرج مع الرسول فيما تلا فتح مكة من غزوات 

* من أعظم المشاهد:

*-------------------------------------

 ويوم حنين حيث نصب المشركون كمينا خطيرا وصار ما لايكون بالحسبان فانقلبت الموازين فولى أكثر المسلمين الادبار وصاح بهم النبي باعلى صوته(( الي ايها الناس٠٠ انا النبي لاكذب انا ابن عبد المطلب)) في تلك اللحظات الرهيبة كانت هناك قلة لم تذهب بصوابها المفاجأءة ٠٠وكان منهم ابو سفيان بن الحارث وولده جعفر لقد كان يأخذ بلجام فرس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحين رأى ما رأى أدرك أن فرصته التي يبحث عنها قد اهلت٠٠تلك هي أن يقضي نحبه شهيدا في سبيل الله وبين يدي رسوله٠٠ وراح يتسبث بمقود الفرس بيسراه ويرسل السيف في نحور المشركين بيمناه٠

وعاد المسلمون إلى مكان المعركة حول نبيهم وكتب الله لهم النصر المبين ٠٠ولما انجلى غبارها نظر النبي فوجد مؤمنا يتشبث بمقود فرسه ٠٠انه هو لايزال مكانه منذ بدأت المعركة حتى انتهت وتملأه الرسول ثم قال؛:((من هذا ٠٠؟؟))

((اخي ابو سفيان بن الحارث ٠٠؟؟!!))

وما كاد ابو سفيان بن الحارث يسمع قول النبي ((اخي))٠٠حتى طار فؤاده من الفرح والشرف فأكب على قدم النبي يقبلهما ويغسلهما بدموعه٠٠ اي موقف رهيب هذا٠٠من الظلمات إلى النور الله اكبر٠٠ وتحركت شاعريته فراح يغبط نفسه على ما أنعم الله عليه من شجاعة ٠٠وبعدها أقبل على العبادة إقبالا عظيماً وشاهدوه ذات يوم في البقيع يحفر لحدا ويسويه ويهيئه فلما أبدوا دهشتهم مما يصنع قال لهم :((اني اعد قبري)) وبعد ثلاثة أيام راقدا في بيته وأهله حوله يبكون وفتح عينيه عليهم في طمأنينة سائغة وقال لهم :((لاتبكوا علي فأني لم اتنظف بخطيئة منذ أسلمت))٠٠!! وقبل ان يحني رأسه على صدره لوح به إلى أعلى ملقيا على الدنيا تحية الوداع٠٠!!

إعداد السيد جعفر طاهر العميدي 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*