العيد وحال الأمة العربية: فرحة مشوبة بالتحديات

بقلم أشرف ماهر ضلع 

مع إشراقة شمس العيد، تتجدد مشاعر الفرح والسرور في قلوب الملايين من العرب والمسلمين، حيث تتعالى أصوات التكبير، وتمتلئ الشوارع بالمصلين، وتزدان البيوت بزينة العيد وبهجته. لكنه عيد آخر يأتي في ظل واقع عربي معقد، حيث تختلط مشاعر السعادة بالألم، والبهجة بالمعاناة، في مشهد يجسد التناقضات التي تعيشها الأمة العربية.

العيد بين الفرح والمعاناة

في كثير من الدول العربية، يحتفل الناس بالعيد وسط أجواء من الفرح والتواصل الاجتماعي، حيث تسود عادات الزيارات العائلية، وتقديم الهدايا، وإحياء التقاليد الجميلة. لكن في المقابل، هناك مناطق تعاني من الصراعات والأزمات الاقتصادية والسياسية، حيث يأتي العيد حاملاً معه الحزن والحرمان بدلًا من البهجة والسرور.

ففي فلسطين، مثلًا، يمر العيد على الأسر وهي تعيش تحت وطأة الاحتلال والحصار، حيث يفقد الكثيرون أحباءهم، وتتحول فرحة الأطفال بملابس العيد إلى دموع على فراق ذويهم. وفي سوريا واليمن والسودان، تعاني الشعوب من ويلات الحروب والأزمات الإنسانية، مما يجعل العيد مناسبة حزينة لكثير من العائلات التي تفترق بسبب النزاعات.

أما في الدول التي تنعم بالاستقرار، فيواجه المواطن العربي تحديات اقتصادية تجعل من فرحة العيد عبئًا على كاهل الأسر الفقيرة، حيث ترتفع الأسعار، ويصبح شراء ملابس العيد وإعداد الموائد رفاهية صعبة المنال للكثيرين.

الأمل في التغيير

رغم التحديات، يبقى العيد فرصة لتجديد الأمل في مستقبل أفضل. فالتضامن بين أبناء الأمة العربية يظهر جليًا في هذه المناسبات، حيث تتكاثف الجهود الخيرية، وتُطلق المبادرات الإنسانية لمساعدة الفقراء والمحتاجين، في مشهد يؤكد أن روح التكافل لا تزال حاضرة بقوة.

العيد ليس مجرد مناسبة دينية أو اجتماعية، بل هو فرصة لمراجعة الذات والتفكير في واقع الأمة، والسعي نحو تغيير إيجابي يعيد للأمة العربية وحدتها ومكانتها. فالأمل لا يزال معلقًا بجهود المصلحين والقيادات الواعية، وبوعي الشعوب وإرادتها في تجاوز المحن والتحديات

سيظل العيد عيدًا، يحمل معه فرحة الأطفال، وصلات الأرحام، وبهجة اللقاءات العائلية، لكنه أيضًا مرآة تعكس واقع الأمة العربية بكل أفراحها وأحزانها. وبين الألم والأمل، يبقى العيد مناسبة لتجديد العهد بمستقبل أفضل، تنعم فيه الشعوب العربية بالاستقرار والسلام والازدهار.