* وصية أمي

حجاب حسن
0

بقلم الإعلامية ... ميرفت شوقي صالح 



هيثم شاب طيب القلب، اتربّى في بيت مليان ناس… أب أم أخ وثلاث أخوات واحدة متزوجة والتانية على وش جواز والتالتة صغيرة ولسه بتلعب في عتبة البيت.

كانت أمه هي الحضن والسند… وبالرغم من ظروف الحياة الصعبة كانت دايمًا بتحضنه بكلمة:  

يا هيثم، خلي بالك من إخواتك واسمع كلام أبوك، ده سندك في الدنيا.

لكن بعد وفاة الأم الدنيا اتشقلبت.  

الأب، اللي كان في عزا الأربعين لسه فجأة ضرب الأبن والبنات وطردهم من البيت بدون أي سبب واضح… وسافر هو على مصر وهناك بدأ الفصل الجديد.

هيثم كان متجوز وعنده أولاد وعايش في شقه مع أبوه…وكان يبيع خضار من نجع رويشد وكان بيحاول يكون بار، يسمع الوصية، ويحافظ على البيت اللي أمه ربّته فيه.

لكن اللي ما حسبلوش حساب… إن أبوه حب بنت تصغره بسنين عندها 25 سنة.  

مشكلتها مش في السن… لكن في نيتها.  

البنت طلبت منه يطرد أولاده من البيت يكتب البيت باسمها ويسيبهم يتهانوا ويتشردوا.  

والأب للأسف… سمع كلامها وطرد بناته واحدة ورا التانية والباقي اتشتت.

أما هيثم؟  

اتشل تفكيره.  

قال لنفسه:  

لو رديت على أبويا… هكسر وصية أمي.  

ولو سكت… إخواتي هيتظلموا وأنا كأني ببيعهم بإيدي.

احتار بين البر والعدل بين الطيبة والسكوت بين وصية أمه وصرخة إخواته.

الرسالة من القصة؟ 

البر مش معناه السكوت على الظلم  

وإنك توقف الظلم مش معناه إنك عاق  

أوقات لازم توقف وتقول لأ…  

مش قلة احترام، لكن حفاظ على اللي اتبنى بسنين تعب.

هيثم قرر يواجه…  

بهدوء بدون صوت عاليقال لأبوه: أنا مش هضربك ولا هغلط فيك… بس إخواتي ليهم حق وأنا هقف معاهم ده برضو من وصية أمي.

الختام:

البر الحقيقي مش بس طاعة…  

البر إنك تنقذ اللي اتظلم وتمنع اللي بيغلط من زيادة الغلط.

ويا هيثم…  

أمك لو كانت عايشة كانت هتقولك:  

اسمع كلامه… بس لو على حق. 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*