"تأخر سن الزواج.. اختيار لا يُنقص من قيمة المرأة" بقلم الاعلاميه دكتوره غاده قنديل

نسمات الحياة
0


 "تأخر سن الزواج.. اختيار لا يُنقص من قيمة المرأة"

 بقلم الاعلاميه دكتوره غاده قنديل



في مجتمعاتنا الشرقية، ما زالت بعض العقول أسيرة لمصطلحات بالية مثل "عانس" أو "فاتها القطر". كلمات تُستخدم وكأنها وصمة على جبين المرأة التي لم تتزوج في سن مبكرة. والحقيقة أن هذا الفكر لم يعد يليق بزمننا، بل يعكس قصورًا في وعي المجتمع بدور المرأة الحقيقي.


ارتفاع سن الزواج اليوم لا يعني الفشل، بل قد يكون انعكاسًا للنضج، وللوعي، وللرغبة في الاختيار الصحيح. كثير من الفتيات أصبحن أكثر وعيًا بأن الزواج ليس مجرد "لقب اجتماعي"، بل مسؤولية عظيمة لا تُبنى على العجلة أو الخضوع للضغط. فكيف يُعقل أن يُنظر إلى فتاة ناجحة في عملها أو دراستها أو حياتها بأنها "ناقصة" فقط لأنها لم ترتدِ فستان الزفاف بعد؟


المجتمع الذي يصف المرأة التي تأخرت في الزواج بـ"العانس" هو نفسه الذي ينتقد نسب الطلاق المرتفعة! فإذا كان الزواج المبكر بلا وعي يؤدي إلى كوارث أسرية، أليس من الحكمة أن تنتظر الفتاة حتى تجد شريكًا مناسبًا بدل أن تُجبر على علاقة محكوم عليها بالفشل؟


كلمة "عانس" يجب أن تُمحى من قاموسنا؛ لأنها ليست سوى أداة تنمّر اجتماعي. المرأة التي تختار أن تنتظر الشخص المناسب، أو حتى التي تختار ألا تتزوج إطلاقًا، لا تقل قيمة عن أي امرأة متزوجة. قيمتها تُقاس بعلمها، بعملها، بأخلاقها، بقدرتها على العطاء للمجتمع، لا بتاريخ عقد قرانها.


لقد تغيّر الزمن. اليوم لدينا نساء وزيرات، وإعلاميات، وأستاذات جامعيات، ورائدات أعمال، وأمهات عظيمات سواء تزوجن في العشرين أو في الأربعين أو حتى لم يتزوجن مطلقًا.


المجتمع الناضج هو الذي يحترم خيارات المرأة ويكفّ عن وصمها بكلمات تُقلل من شأنها. فكل امرأة هي "قيمة مضافة" للوطن، بصرف النظر عن عمر زواجها.


إذن، تأخر الزواج ليس نهاية الطريق، بل قد يكون بداية لحياة أكثر نضجًا واستقرارًا، لأن الزواج في النهاية اختيار حر لا يُقاس بالسن، بل بالعقل والقلب معًا. وكلمه اخيره 


  للمجتمع زي "ارفعوا الوصمة عن المرأة، وغيّروا نظرتكم البالية"

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*