لا ننام
أحمد جاد الله
تصبحون على خيرٍ نقولُ زُورَ
وفي القلوبِ آهاتٌ تُذيبُ الصدُورَ
نُلقي الرؤوسَ على الوسائدِ ليلًا
والنومُ من جفونِنا يفرُّ هربًا بذُهُولً
منّا من يسترجعُ الماضي الأليمَ
يعيشُ الذكرياتِ حُلمًا أليم
وذاكَ يُفكرُ في غدٍ مجهولٍ
يُصارعُ الهمومَ بليلٍ طويلٍ
وآخرُ يترقبُ رسالةً من بعيدِ
يشتاقُ لِلقاءِ حبيبٍ عنيدِ
وهناكَ عينٌ تذرفُ الدموعَ سِرَّا
على قبرٍ ضمَّ حبيبًا لن يعودَ
والبعضُ في صمتِ الليلِ يبكي
لِوحشةِ الروحِ من الهجرِ يشكي
أو تمزِّقهُ الأشواقُ لِغائبٍ رحلَ
تركَ الفؤادَ وحيدًا في الدُّنيا ذلَّ
وكم من وحيدٍ بينَ الجموعِ تائهْ
قلبُهُ ينزفُ جراحًا بالفكر شارد
وكم من مريضٍ بصمتِ الليلِ يتألمُ
يرجو الشفاءَ وربُّ الكونِ يعلمُ
أو من يتلو آياتٍ علَّى الفؤادَ يلينُ
يُناجي ربَّهُ وفي الخفاءِ يستكينُ
في لحظةِ الصمتِ كلُّ الهمومِ تحضُرُ
العيونُ ساهرةٌ والأفكارُ تنتشرُ
ليلٌ طويلٌ كأنَّ الدهرَ قد وقف
لا الدفءُ يُجدي ولا النومُ قد أتى
نُسدلُ الستائرَ كي لا يرى أحدُنا
أسرارَ وجعٍ يبيتُ في مقلِنا
فكيفَ ننامُ والهمومُ تُحيطُ بنا
تُطاردُ الفكرَ مع كلِّ وسادةٍ تحتنا؟
نقولُ تصبحونَ على خيرٍ كذبًا
فكيفَ ننامُ والهمومُ تُحيطُ بنا
والليلُ الطويلُ يشهدُ على ما قد جرى
لا النومُ يأتي ولا السكونُ يزورُ
فليتَ الألمَ يرحلُ كي نجدَ السرورَ.
Ahmed gadallah