تَاهَتْ بنا السّفن
مَا عَادَ مُقْتَبلُ الأيّامِ يُؤْتَمَنُ
فِي قَلْبِ فَانِيَةٍ حَلّتْ بِهَا الفِتَنُ
عَيْنٌ تَرى نَائبَاَتَ الدّهْرِ َعَاصِفَةً
فَيَرْفُضُ الخَوْضَ فِي أجْوَائهَا الجَفَنُ
بَعْضُ الحَنَاجِرِ قَدْ سُدّتْ مخَارِجُهَا
وَبَعْضُ أفْئدَةٍ قَدْ لَفّهَا كَفَنُ
غَابَتْ ضَمَائرُنَا وَاعْتَلّ صَاحِبُهَا
وَأوّلُ الغَائبِينَ العَيْنُ وَ الأُذُنُ
بِالأمْسِ عَيْنُ الرّضَا قدْ أنْجَبَتْ هِمَمًا
وَأنْجَبَ الغِلَّ مَنْ تَاهَتْ بِهِ السّفُنُ
إنّ الجُسُومَ لِمَنْ لَمْ يَدْرِ أتْرِبَةٌ
إلَى بُطَيْنِ الثّرَى يَقْتَادُهَا الزّمَنُ
طَعْمُ السّعَادَة فَرْطُ الجورِ أفْسَدَهُ
مُذْ أصْبَحَ الجُورُ فِي السّاحَاتِ يُمْتَهَنُ
لَا خَيْرَ فِي لَهَبِ البَغْضَاءِ نَرْقُبُهُ
مَا دَامَ بِالجَهْلِ سَعْيُ النّاس يَقْتَرِنُ
الكَوْنُ فِي صَخَبِ الأيّامِ مُنْكَسِرٌ
وَالأرْضُ قَدْ قَطَعَتْ أنْفَاسَهَا المِحَنُ
وَالنّاسُ صَرْعَى عَلَى الأطْلَالِ مِنْ أرَقٍ
فَاللّغْوُ مُمْتَهِنٌ وَاللّهْوُ مُرْتَهِنُ
بِالودّ تَتّزِنُ الأشْيَاءُ أجْمَعُهَا
وَفِي درُوبِ الهَوَى لَا شَيْءَ يَتّزِنُ
بقلمي : عماد فاضل(س . ح)
البلد : الجزائر