التراضي.. جسر المحبة وباب السلام
بقلم: الإعلامية ميرفت شوقي صالح
التراضي ليس ضعفًا ولا تنازلًا عن الحقوق بل هو أعلى مراتب النضج والوعي. حين يختار الإنسان أن يُنهي خلافه برضا لا قهر، وبحوار لا صراخ فهو يختار الطريق الأقصر نحو الاستقرار والاحترام.
1. التراضي يطفئ نار الخلاف
لا يوجد بيت أو عمل أو علاقة تخلو من الخلافات لكن الفرق دائمًا في طريقة الحل. التراضي يضع الكرامة في الاعتبار ويمنح كل طرف مساحة للتعبير دون إلغاء أو عنف.
2. القلوب لا تُصلح بالقانون فقط
في كثير من المواقف قد يُنصفك القانون لكن لا يُريح قلبك. أما التراضي فيمنحك سلامًا داخليًا لأنك اخترت الهدوء بدل التصعيد والوصل بدل القطيعة.
3. التراضي قوة لا يفهمها الجميع
هو فعل الأقوياء الذين يعرفون قيمة الحب والعلاقات الإنسانية من يرضى بالحسنى ويُقدم خطوة نحو التصالح هو من يصنع مجتمعًا سليمًا بعيدًا عن العناد والخصام.التراضي في العمل.. مفتاح الإنتاج وسرّ الاستقرار
في بيئة العمل لا شيء يحافظ على النجاح أكثر من ثقافة التراضي. حين يتعامل الزملاء والإدارة بروح التفاهم لا التصادم تصبح المكاتب أكثر هدوءًاوالإنتاج أكثر وفرة والقلوب أكثر صفاء.
3. التراضي لا يلغي النظام بل يدعمه
حين يُحلّ الخلاف بالتراضي لا يعني ذلك تجاوز القوانين بل يعني تطبيقها بروح إنسانية. الموظف يشعر بقيمته حين يُسمع صوته والمدير يكسب احترام الفريق حين يفتح باب الحوار.
5. التراضي يوفّر بيئة آمنة
الموظف الذي يشعر بالعدل والاحتواء يعمل براحة وإخلاص. أما بيئة التوتر والعناد فتخلق الاحتقان وتُفقد المؤسسة طاقاتها، وتزرع الكره بدل التعاون.
6. التراضي لا يعني التنازل عن الحق
هو ليس ضعفًا بل وعيًا بالمصلحة الأكبر. من يرضى لتسير العجلة لا يخسر بل يُربح المؤسسة راحة نفسية وهدوءًا إداريًا لا يُقدَّر بثمن.
في العمل التراضي ليس خيارًا تكميليًا بل ضرورة لبناء بيئة صحية يُثمر فيها الجهد ويُحترم فيها الإنسان. فنجاح المؤسسات لا يأتي من العناد بل من الحكمة في إدارة الخلافات.
الخاتمة:
التراضي لا يعني أن أحد الطرفين خاسر بل يعني أن كلاهما اختار أن يكون رابحًا.. في احترامه لنفسه وفي حفاظه على العلاقة فلنربّي في أنفسنا ثقافة التراضي لأنها لغة الكبار وميزان العدل بين الناس.
