أسيوط -لؤا الصباغ
في إطار العناية المتواصلة من وزارة الأوقاف المصرية بقضايا المرأة والأسرة، وانطلاقًا من توجيهات معالي الأستاذ الدكتور/ أسامة السيد الأزهري – وزير الأوقاف، وبرعاية فضيلة الشيخ/ محمد عبد اللطيف – مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بأسيوط، وبالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بمحافظة أسيوط ومؤسسة مصر الخير.
نظَّمت مديرية أوقاف أسيوط اليوم الأربعاء الموافق 20 أغسطس 2025 ندوة توعوية خاصة بالنساء تحت عنوان: "فك الكرب وتجفيف منابع الغُرم" بقرية أولاد سراج بالواسطى.
وقد ألقت الواعظة الدكتورة/ سماح الجاحر – أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر والواعظة بأوقاف أسيوط – محاضرة متميزة وجّهت فيها حديثها إلى نساء القرية وأمهات البيوت، مؤكدة أن المرأة هي عماد الأسرة، وصاحبة التأثير الأكبر في إدارة شؤون البيت وترشيد الاستهلاك، وأن وعيها وحكمتها يمكن أن يكونا سببًا في حفظ الأسرة من شبح الديون والغُرم.
وأوضحت الدكتورة سماح أن كثيرًا من حالات الغُرم تعود إلى ضغوط الحياة الاستهلاكية وسوء إدارة النفقات، مشيرة إلى أن الإسلام وضع للمرأة مكانة رفيعة ودورًا محوريًا في بناء المجتمع، ودعاها إلى أن تكون قدوة في الاقتصاد في المعيشة، والابتعاد عن المباهاة والتكلف في الإنفاق، مستشهدة بقوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾.
كما دعت النساء إلى أن يكنَّ شريكات في ثقافة التكافل الاجتماعي، وذلك عبر مساعدة الغارمات، والتعاون في نشر الوعي بخطورة الديون، وحماية الأسر من الانهيار بسبب التوسع في الاستدانة، مؤكدة أن الوعي النسائي الواعي يصنع جيلًا قويًا متماسكًا.
وشددت على أن المرأة الواعية تستطيع أن تغيّر نمط الاستهلاك في بيتها، فتغرس في أبنائها قيمة القناعة والرضا، وتعلّمهم التوازن بين الطموحات والقدرات، ليكونوا رجالًا ونساءً صالحين لا يثقلون كواهلهم بالديون ولا يرهقون حياتهم بأعباء فوق طاقتهم.
وقد لاقت المحاضرة تجاوبًا واسعًا من الحاضرات اللواتي عبّرن عن سعادتهن بهذا اللقاء، وأكدن أن الندوة مثّلت فرصة ذهبية لتعزيز وعيهن الديني والاقتصادي والاجتماعي، وأنها ستنعكس أثرًا طيبًا على بيوتهن وأسرهن.
وفي الختام، أكدت الواعظة أن نهضة المجتمع تبدأ من وعي المرأة، فهي الأم والمربية والمدبرة لشؤون بيتها، وإذا أحسنت إدارة مواردها، وأدركت مخاطر الغُرم، ووجهت أبناءها نحو القيم الصحيحة، ضمنت لمجتمعها الاستقرار والطمأنينة والازدهار.