نسمة قلم الدولية: عشق عالق بين العقل والروح..بقلم الأستاذ قاسم الناير

Najwa Ezzedine
0

  عشقٌ عالق بين العقل والروح



قاسم الناير


العقل أحيانًا يُحمّل فوق طاقته من الهمّ والحزن، لكنه يقف عاجزًا أمام العشق الذي يأتي دون استئذان، فيفتك به ويجعله أسير خواطر وأحاسيس يصعب نسيانها. هو عشق ممنوع... ألم جميل، كلما حاولت التحرر منه، ظلّ عالقًا في شقوق العقل، يتحكم بك كأنه يملكك، يوجّه مساراتك، ويشتّتك.


يحاول العقل أن يتجاوز، ويحاول القلب أن يتحمّل، لكن تظل الأشياء مبعثرة، بلا هدف... أو ربما لها هدف، لكن الوصول إليه هو ما يجعل العقل ينهار والقلب يموت أسرع.

حالة من الحلم تعتريني، ثم يأتي الإحباط ليبدّد ذلك الحلم الذي بدأ يتشكّل بين القلب والعقل.


حين تتقارب الأفكار وتتّحد الرؤى، تنضج الروح، ويكتمل التمازج بين العقل والقلب، رغم ما بينهما من تناقض ظاهر.

قلبي قال لي يومًا: "حضنها يطيب روحًا أرهقها التشوه".

لكن العقل يرد: "ما قاله القلب مجرد إرهاصات لشيء قديم، لا وجود له في الواقع".

العقل يرى أن عناقها محرّم، رغم كل ما يجمعكما من تقارب وأُلفة.


أحيانًا، أشعر أن الروح التي تسكنني هي نصف روح قديمة، انقسمت منذ زمن بعيد، وسكنت جسدين مختلفين، ثم خرجت تبحث عن نصفها الآخر، حتى إذا وجدته... كان قد صار لشخصٍ آخر.

ليس دائمًا من نحبّهم هم من نكمل بهم الحياة، لكننا نتعلّم كيف نعيش معهم، وهذا هو معنى التجانس.


قلبي يحدّثني دومًا بأنه يشعر بها، ويحنّ لها، ويعرف ما تحسّ به، يرى فيها كل ما أبحث عنه...

لكنها تظل "الممنوع"... تظل كل القوانين والعادات والتقاليد سورًا يحول بيننا، يجعل من أي اقتراب إثمًا في عرف الناس.


نحمل كل تلك الإرهاصات بداخلنا، بتناقضاتها، بآلامها، ونظل أسرى لها،

ويظل القلب والعقل مشغولين بها، يذكران كل كلمة، كل لحظة، كل نبضة مشتركة.


لكن رغم كل الموانع، تظل الأشياء التي نتشاركها، هي ما تبقينا على قيد الحياة.

تلك الأرواح التي لم تلتقِ، لكنها فهمت بعضها، هي ما تصنع فينا القدرة على الفعل، والاختيار، وتمنحنا الحياة، وإن كانت مؤجلة.

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*