السعيد عبد العاطي
مبارك الفايد - مصر ٠
( علم البيان - علم البديع - علم المعاني )
عزيزي القارىء الكريم في البداية الحديث عن ( البلاغة العربية ) ذو شجون و لِم َ لا و هي من أحد علوم اللغة الجميلة ٠
و قد قدمت حلقات مفصلة من قبل تناولنا فيها القضايا البلاغية تعريفا و أقساما و نماذج تطبيقية تحليلية و هي موثقة في مواضعها لمن أرد الرجوع إليها ٠٠
و بناءً على طلب الطلاب و بعد الأصدقاء أن نجمل مدخل لمبادىء علوم البلاغة بأقسامها الثلاثة الموضحة مع التعريف و أهم البلاغيين و كتبهم ٠
و اعتمدنا هنا على كتاب مفتاح العلوم للسكاكي و كتاب جواهر البلاغة للهاشمي و كتاب البلاغة الواضحة للجارم و مصطفى أمين ، و قد توخينا الوضوح و التيسير لعرض الخطوط العريضة و ذلك من باب التذكرة و معرفة بعض المصطلحات ٠
و في حلقات متتالية نتعرض لكل قسم مع شرح مضمون أركانه و عناصره مع التمثيل ٠
و لذا أرى في يقين من خلال مطالتعتي لهذا الفن متذوقا لفروعه ، فهي تزين الكلام و تطبيق عناصرها في الكلمة من خلال ثنائية المعنى و الصورة في تلاصق و تناص يختصر المقومات الفنية في التعبير المنصوص عليه في تكوين الجمل و العبارات شعرا و نثرا ٠٠
و من ثم نجد أن البلاغة في بساطة يحتاجها إليها المتكلم و الكاتب معا ٠
و ذلك في علاقة ممزوجة التعبير و التصوير من خلال أدواتها و أنواعها و استخدامها داخل أسلوبه الذي يتميز بخصائص الفنية المتعددة ، و التي يتذوقها القارىء الجيد المتابع لهذا النتاج في تلقائية و يسر خارج التعقيد اللفظي و البياني هكذا ٠٠
و هذا ما سنعرفه و نبينه في تلك السطور التالية ، فقد قدمنا حلقات كثيرة و متنوعة ومخصصة عن (فن البلاغة ) من قبل و اليوم نعود تارة أخرى رغبة من بعض طلابنا و المتابعين ٠
فالبلاغة هي فن الخطابة ٠
و هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع شروط الفصاحة و البعد عن التعقيد اللفظي ٠
و هذا ابن سنان الخفاجي الذي فرق بين البلاغة و الفصاحة ٠
و هذا سحبان أبلغ من تكلم من العرب ٠
و الجرجاني مؤسس علم البلاغة ٠
و السكاكي صاحب كتاب مفتاح العلوم الذي قسم البلاغة إلى ثلاثة علوم علم البيان و علم البديع و علم المعاني ٠
* تعريف البلاغة :
= في اللغة :
هي الانتهاء إلى الشيء والوصول إليه يقال بلغ الشيء بلوغاً وبلاغاً : وصل وانتهى والبلاغ ما يتبلغ به ويتوصل إلى الشيء المطلوب ، والبلاغة : الفصاحة ، ويقال رجل بليغ اذا كان حسن الكلام وفصيحه ،ويبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه فصار بليغاً ،والجمع بلغاء، ،والبلاغة في قولهم بلغت الغاية إذا انتهيت إليها ٠
= تعريف البلاغة اصطلاحا :
اصطلاحًا، هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال، أي اختيار الألفاظ والتراكيب المناسبة للموقف والجمهور. البلاغة تتضمن الفصاحة، ولكنها تتجاوزها إلى مراعاة المعنى والسياق والأثر الذي يتركه الكلام في نفس المتلقي.
*أنواعها :
و تنقسم البلاغة العربية الى ثلاثة علوم :
علم البيان - علم المعاني - علم البديع ٠
و بأذن الله تعالى نلقي الضوء على كل قسم في السطور التالية ٠
* علماء البلاغة و أهم الكتب :
و من علماء البلاغة الجاحظ و ابن قتيبة و المبرد و ابن المعتز و يوسف بن أبي بكر السكاكي و أبو منصور الثعالبي و عبد القادر الجرجاني و جلال الدين القزويني و السيوطي و الميداني٠٠
ثم في العصر الحديث نجد كتاب جواهر البلاغة أحمد الهاشمي و علوم البلاغة للمراغي و البلاغة الواضحة للجارم و مصطفى أمين و غيرها ٠
* مؤسس علم البلاغة :
أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني أول مؤسس لعلم البلاغة ٠
* السكاكي مقسم علم البلاغة إلى ثلاثة علوم :
و من علماء العربية، نحوي ومتكلم، ومؤسس علم البلاغة.
و يعتبر ( السكاكي ) أول من مخض زبدة علم البلاغة ٠
و قسمها إلى ثلاثة علوم :
علم البيان - علم المعاني - علم البديع ٠
و هو أول من وضَّح معالمه وعرفها في كتابه (مفتاح العلوم)، إذ قال :
"هي بلوغ المتكلم في تأدية المعاني حدا له اختصاص بتوفية خواص التراكيب حقها، وإيراد التشبيه والمجاز والكناية على وجهها" ٠
وتبعه في ذلك (الخطيب القزويني ) ٠
* الفرق بين (الفصاحة والبلاغة) :
يفرّق ابن سنان الخفاجي بين الفصاحة والبلاغة قائلا :
"والفرق بين الفصاحة والبلاغة أن الفصاحة مقصورة على وصف الألفاظ، والبلاغة لا تكون إلا وصفا للألفاظ مع المعاني، لا يُقال في كلمة واحدة لا تدل على معنى يفضل عن مثلها بليغة، وإن قيل فيها: فصيحة، وكلُّ كلام بليغ فصيح، وليس كلّ فصيح بليغا، كالذي يقع فيه الإسهاب ٠٠" ٠
* و الخلاصة :
البلاغة هي فن الخطاب.
يقول ابن الأثير:
«مدار البلاغة كلها على استدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم، لأنه لا انتفاع بإيراد الأفكار المليحة الرائقة ولا المعاني اللطيفة الدقيقة دون أن تكون مستجلبة لبلوغ غرض المخاطب بها.» ٠
* مع أركان البلاغة :
- البيان: وهي استخدام اللغة للتعبير عن المعنى المراد.
البديع: وهو الابتكار في استخدام اللغة وتشكيل الجمل والألفاظ بطريقة غير اعتيادية.
- الإيجاز: وهو إيصال المعنى بأقل عدد من الكلمات الممكنة دون الإضرار بالمعنى الذي يراد نقله.
* علم البيان :
، هو أحد أقسام البلاغة الثلاثة (المعاني ـ البيان ـ البديع) معناه الاصطلاحي :
أصول وقواعد يعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق يختلف بعضها عن بعض في وضوح الدلالة على المعنى ذاته ، ويقصد بالطرق ، إحدى الطرق والأساليب البيانية الثلاثة التي هي موضوعات علم البيان : ( التشبيه ، المجاز بأقسامه ، الكناية).
و تتمثل الألوان البيانية في أركان كثيرة نذكر منها التشبيه الذي يعتبر ركن من أركان البيان وهو تشابه الأشياء مع بعضها البعض والى جانب التشبيه نذكر الإستعارة التي تعتبر أسلوب من أساليب التعبير البياني وأرقها تأثيرا وأجملها تصويرا وأكملها تأدية للمعنى وكذلك الكناية التي تعد شكلا من أشكال التعبير بالتلميح ٠
أركان علم البيان :
التتشبيه بالمجاز الاستعارة الكناية ٠
* و من أنواع الأساليب البلاغية :
- التشبيه تعريفه :
الدلالة على أن شيئا أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر بأداة الكاف أو نحوها ٠
- الاستعارة تعريفه :
تشبيه حذف أحد طرفيه إما المشبه أو المشبه به ...
- الكناية تعريفه :
هو استخدام جملة أو تركيب للدلالة على شيء له علاقة به مثل :
المجاز - التورية - الجناس - السجع - التضاد
* علم البديع :
علم البديع أحد علوم البلاغة الثلاث مع علمي المعاني والبيان، ويتناول المحسنات البديعية اللفظية و المعنوية وهي:
السجع، الجناس، المطابقة، المقابلة، رد الأعجاز على الصدور ٠
والفصاحة اللفظية والفصاحة المعنوية، حيث ساق عشرين محسّناً لفظياً منها الجناس، والترصيع، والتوشيح، والإلغاز، والطباق مع أنه من المحسنات المعنوية لا اللفظية.
البديع عند ابن المعتز خمسة فنون بالغية وهي:
الاستعارة ، والجناس، والطباق، وردّ األعجاز على الصدور، والمذهب الكالمي.
* علم المعاني :
الذي يدل على المعاني خمسة أشياء: اللفظ، والإشارة، والكناية، والعقد، والحال.
الإسناد الخبري وأحواله - أحوال المنسد إليه - أحوال المستد - أحوال متعلقات الفعل ٠
القصر - الإنشاء - الوصل والفصل - الإيجاز والإطناب والمساواة ٠
و في علم المعاني ندرس فيه الخبر والإنشاء :
الخبر: هو الكلام الذي يمكن أن تقول لقائله إنّه صادق أو كاذب. وله ثلاثة أنواع:
- خبر ابتدائي : لا يتضمن على أيّ مؤكد , مثل : المطر نازلٌ.
- خبر طلبي : يتضمن على مؤكد واحد , مثل : إنّ المطر نازلّ.
- خبر إنكاري : يتضمن مؤكدين أو ثلاثة مؤكدات , مثل : إنّ المطر لنازلّ , أو والله إنّ المطر لنازلٌ.
و في نهاية العرض و المطاف نتمنى أن نكون قد وفقنا في إلقاء نظرة مجملة على مبادىء البلاغة العربية تعريف و أنواعها الثلاثة و محتوى كل قسم حتى يسهل من خلال شجرة البلاغة معرفة الجذور و الفروع في تلاقي ٠٠
و قد قدمنا دراسات عدة في حلقات سابقة تناولنا فيها كل قسم مع التمثيل و النماذج التطبيقية ٠
و لكن في هذه الحلقة الجامعة ننوه من باب التذكرة على ما سبق شرحه و هو موثق في مواضعه دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله ٠
و على الله قصد السبيل ٠