كل ما اتذكره يومها هو نظرتها الغريبة نبرت صوتها الهادئ وهي تحدثني فعلا لمسة ذلك التواصل بيننا وكأنها صديقة لي و التقينا بعد سنوات ...

حجاب حسن
0

زهيرة م عبد المومن 



هي تحكي مامرت به واخبارها وانا متلهفة لسماعها وكلي شوق لحديثها غريب فعلا هذا الاحساس وانت مع شخص لا تعرفه ولم تقابله في حياتك ...


اكملت حديثها قائلة هل يستطيع الإنسان أن ينسى من احب بمجرد الفراق بين طرفين لأي سبب من الأسباب؟ 


حسب الشخص أن كان حبه حقيقي لا اظن ان النسيان سهل حتى وان أظهر ذلك لكل من يعرفوه ... و ان لم يعترف 

لن يقدر النسيان تبقى بعض التفاصيل مسيطرة على حياته .. ذكريات .. أماكن.. اشياء .. اغاني ... حتى روحه لن ترتاح الا بذكر المحب سيبقى متعلقا دائما بروح من احب 

 الحب لايمكن الغاءه الا اذا كان هناك خداع أو خذلان اما ظروف فلن تقتل ذلك الشعور الذي يخلق داخل الإنسان ...

لكن ان لم يكن حب حقيقي فهذا لن يعيش ولن يذكر حتى ... 


جميل ما قلته ... و هل فعلا هناك وعد بأن الحب يبقى لشخص المحب مدى الحياة .. ؟؟ 


 هذا النوع من الوعود روحي سيبقى هناك تعلق روحي بين طرفين .. حتى وان افترقا و كل شق طريقه في الحياة سيكون هناك وعد ابدي لان يصان هذا الاحساس و يبقى هذا الشخص حي داخله ويتمنى له الخير دائما .. 

مشاعر المحبة والعشق غريبة فعلا ولن تفسر ولا اقدر اقدم لك شرحا يفي هذا النوع من المشاعر ... 

من يعرفه حقا ... هو من عاش هذه الحالة و كان صادقا 

لكن القدر والنصيب كان له الكلمة الأخيرة ..

و هل هو لقاء صحفي ؟؟ سألتها وانا امزح : كنت تقولي من الاول دون كل ها الغموض .. ونتناقش عادي ، يسرني ذلك .


ابتسمت وقالت لا طبعا حبيبتي ... لو كان كذلك كنت قلت لك من الاول .. 


فما داعي لهذه الأسئلة اذا ؟ 


 حسنا .. الحقيقة ان من أحببت عاش نفس ها الوضع احب من قلبه وكان سعيدا بهذا الاحساس كان يغنيه عن كل شيء .. يبتسم لمجرد سماع صوت من احب كانت ملاكه الحارس

 يشعر بالامان وهي بجانبه لما فقد الاحساس بالامان ..

 اعتبرها عائلته و انيسه و في عز وحدته كانت بجانبه .. عالمه ... 

تعرف كل تفاصيله مايزعجه .. ما يغضبه .. كانت طفلة مجنونة تعرف كيف تجعله يبتسم و هو في أصعب حالاته ..

 تفهم عليه من النظرة ، من التعبير ، من الحركة حتى تقاطعات انفاسه كانت تفسرها كانت بلسم روحه المنهكة من قدر آلمه ...


غريب كيف عرفت كل هذه التفاصيل الشخصية و صفاتها وانت حبيبته وتحبيه يعني شعور غيرة طبيعي عند المراة ..


انها الصراحة و الصدق لاتنسي أن ما جمعنا صداقة ...

 و بعدها بدأ ذلك الإعجاب و الاستلطاف و قلت لك ان اكتشفت ذلك من عيونه الحزينة ... و من ضياعه ...

 كلما التقينا كان مثل الطفل الذي لايريد أحدا أن يكتشف سره فتفضحه حركاته ...

 تعرفي انه كل ما كان يتوتر يخرج سيجارة ..

 وكأنه يحرق شيئا داخله .. و يراقب تلك السحابة الرمادية الخفيفة المتصاعدة من سيجارته مستمتعا بحالته الغياب كلي بروحه ... 

اتفقنا على صراحة من الاول يوم ان نتقبل بعضنا بسلبياتنا وايجابياتنا ماضينا يبقى ماضي ... والحاضر هو حاضرنا ...


لا اخفي عليك انت امراة قوية و ذكية وناضجة حقا .. 

بتفكيرك هذا .


اشكرك فقط كما قلت مشاعر المحبة لا تفسر .. بل يعيشها أصحابها وهم من يقررون كيف يتعاملون مع شعورهم 

وقبل أن اكمل هذا الطريق معه و اتأكد من أن ابقى بجانبه و احارب من اجله ...

 وبعد كل لي عرفته قررت أن التقي بمن ملكت روحه و من كثرت الحديث تمنيت أن القاها و أحدثها .. 


وهل كلمتها وكيف كانت لقاءكما ؟ 


طبعا التقيتها و تكلمنا و اريد ان اعرف منها ان كانت ستعود له يوما ؟ ...


وماذا اجابت ؟ 


لم تجب ؟ 


كيف ذلك ؟! 


لاني طرحت عليها السؤال الان ولم تجب ؟ 


الان ... ماتقصدين بكلامك !! اقصدك طبعا يا أمل 


توقف كل شيء من حولي بقيت في فراغ كوني فقط انا وتلك المرأة ... كل واحدة تنظر لأخرى.. حيرة 


 فقط اسمع صوت تلاطم أمواج البحر التي تعكس تلاطم افكاري ..مشاعري ... 

تلك اللحظة التي وجهت لي الكلام و قالت انت يا أمل ..

 انصدمت ... انا الهاربة من مشاعري ...

 لا أريد أن اتذكر شيء ... كنت قد اقفلت دفاتر الماضي ... 

عدت للحياة بعدما كنت على وشك الموت ... 

ماذا تقصد ... هل كل كلام اللي حدثتني عنه كان موجها لي ... هل تقصد بحبيبها الغريب " ياسر "

انا الهاربة من الماضي لأعيش حاضري ...

 يلاحقني هذا الماضي و يجدني .. لا .. لا ؟!


نهضت دون أي كلمة حاملة على اكتافي مثقلة بمشاعر الضياع اسحب نفسي ، لا أعرف إلى أين اتجه فقط اريد الهروب من واقعي .. لا أريد أن اسمع اي شيئ الا أن اختفي عن انظارها ..


كانت تنادي أمل.. أمل مابك انتظريني ... 

حتى اغراضك تركتها فعلا مجنونة ...

تجمع فيها وهي تهمس مجنونة انتظري ... 


بخطى مترنحة وصلت لشاطئ البحر مشيت على رماله الدافئة احسست بحضن دافئ يهدؤني ... سكينة 

 جلست على حافة شاطئ ...

 و تمعنت كل ذلك الاتساع و تلك الزرقة والشمس التي تتباهى بلونها الذهبي و تعانق البحر بخيوط انوارها لترى انعكاس تلألئها تبعتها على سطح البحر لتنعكس صورة من الجمال المتناغم رغم بعدهما عن بعض

 هو ذاك الذي نعيشه انا وياسر نعم .. 


قد لن نلتقي يوما ولكن ماعشناه و ما نعيشه يبقى سر من أسرار الوجود الذي جمعنا ولن يفهمه احد ويمكن لن نفهمه حتى نحن الاثنين لانه لن يفسر أبدا فكيف لي أن اجيبها ... ؟؟!

يتبع 

سجين الهوى ولكن 

الجزء الثاني الهاربة 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*