٣٠ يونيو عيد الدفاع الجوى

خالد عبدالعزيز
0


٣٠ يونيو عيد الدفاع الجوى 

 كتب محمد حجازى





ذكرى احترام وتقدير الى اروح شهداء ابطال القوات المسلحة وشهداء شركات عثمان احمد عثمان وشركة مصر لأعمال الاسمنت المسلحة وشركة النصر للمقاولات 

عمال هذا الشركات كان لهم نصيب من السعادة والتضحية فى بناء حائط الصواريخ  بفضل البطل المقاتل اللواء محمد على فهمى قائد الدفاع الجوى 

الله يرحمه سوف يذكره التاريخ 

اين الإعلام 

اين رجال الثقافة من قصص هولاء ابطال مصر 


الحائط إشتغل ...

في إحدى إجتماعات  الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع قيادات وضباط القوات المسلحة ، أوضح لهم أننا لن نستطيع إستعادة الأرض المحتلة ، ما لم نتمكن  من إيجاد حل لمواجهة  الطيران  الإسرائيلي وإيقاف إختراقه للأجواء المصرية .

في ذلك الوقت فكر المشير/  محمد علي فهمي ( كان وقتها برتبة اللواء) في إضافة سلاح رابع للقوات المسلحة  المصرية ،  وهو سلاح الدفاع الجوي ، وأن يكون هذا السلاح عبارة عن تشكيلات من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات الثابتة والمتحركة ،  وأطلق عليها  إسم حائط الصواريخ  .

لم يتردد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في إستشارة قادة الإتحاد السوفيتي في هذه الفكرة ، والتي لاقت ترحيبًا شديدًا من قيادات الكرملين  .

كانت المشكلة التي يجب مواجهتها والتغلب عليها ، هي أن الولايات المتحدة الأمريكية تراقب القوات المصرية  على مدار ال ٢٤ ساعة  ، بواسطة الأقمار الصناعية وطائرات الإستطلاع المتطورة ، وسوف تكتشف أي تحركات لقوات مصرية على الجبهة ، وتقوم بإبلاغ القيادات الإسرائيلية والتي لن تقبل بأي حال من الأحوال أن يصبح لدى مصر حائط صواريخ يوفر مظلة من الدفاع الجوي لمصر ، ويمنع الطيران الإسرائيلي من إختراق الأجواء المصرية .

كان ذلك هو  التحدي الأكبر  .

إستعان المشير / محمد علي فهمي  بشركات مصرية  لإنجاز تلك المهمة  الوطنية وتحديدًا شركات :  

 مصر لأعمال الأسمنت المسلح ، 

المقاولون العرب  ، والنصر للمقاولات  في بناء عدد كبير من قواعد الصواريخ المضادة للطائرات ، وذلك على طول جبهة المواجهة مع إسرائيل بداية  من بورسعيد شمالًا وحتى السويس جنوبًا في وقت واحد ، وكان ضمن خطته أن يكون لدى القوات المسلحة المصرية  على الأقل ٦  قواعد صواريخ دفاع جوي ، جاهزة في أقل فترة  ممكنة ، على أن يتم إستكمال باقي حائط الصواريخ تحت مظلة حماية تلك القواعد ال ٦ ، وتتمكن أطقم العمال والمهندسين العاملين من إنجاز مهمتهم . أدركت أمريكا سريعًا ما يفعله الجانب المصري ، ورصدت وصول أعداد كبيرة  من صواريخ سام الروسية إلى مصر تِباعًا ، وقامت بإبلاغ القيادات الإسرائيلية بتلك المعلومات الخطيرة .

لم تتردد إسرائيل في ضرب كل ما تشك أنه قاعدة صواريخ تُبنى على الجبهة المصرية ، وأستُشهِد العديد من المهندسين والعمال المدنيين  بالإضافة إلى العسكريين .

 كانت بعض القواعد يستغرق بناؤها  حوالي ٦٠ ساعة  ثم  تهاجمها المقاتلات الإسرائيلية وتدمرها بمن فيها من العسكريين والمدنيين، ومع ذلك إستمر العمل في ملحمة بطولية مصرية رائعة .

كان لابد وأن يقوم المشير / محمد علي فهمي بتجربة  عملية في مواجهة مباشرة مع الطيران الإسرائيلي حتى يطمئن ،  فأخذ يتابع خط سير الطيران الإسرائيلي  وأماكن تسلله للأجواء المصرية دخولًا وخروجًا ، وقام بتحريك بطاريتين للصواريخ لتنتظر الطائرات الإسرائيلية سكاي هوك وهي عائدة بعد ضربها موقع مصري لتسقط طائرة من ثلاث طائرات ، وفي اليوم التالي تسقط طائرة إستطلاع إسرائيلية ، وخلال ٧٢ ساعة  كان لدينا  ستة بطاريات متحركة من الصواريخ المضادة للطائرات  جاهزة ، وكان يقوم بتحريكها بتتابع في غاية الدقة لمسافة ١٠ كيلومترات للأمام  ، ثم للخلف بنفس المسافة وذلك لعدم قيام العدو برصدها وتحديد موقعها وتدميرها ، وجن جنون رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير ، وطلبت من الولايات المتحدة  الأمريكية أن تقوم بإمدادها بطائرات الفانتوم المتطورة حتى تتمكن إسرائيل من تدمير بطاريات حائط الصواريخ المصري قبل إستكماله ، وحتى لا يصبح أمرًا واقعًا يمنع الطيران الإسرائيلي من بسط نفوذه وسيطرته على الجبهة المصرية .

في تلك الأثناء كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يكرر مطالبة الروس بتجهيزات صاروخية جديدة وسريعة ، وكان المشير / محمد علي فهمي لديه يوم ٣٠ يونيو ١٩٧٠م ، ستة بطاريات صواريخ جاهزة تم دفعها إلى الجبهة  .

في  يوم ١ يوليو ١٩٧٠ م ،  قام سرب من مقاتلات الفانتوم الإسرائيلية بمحاولة للهجوم على بطاريات صواريخ الدفاع الجوي المصرية ، فتم إسقاط طائرة فانتوم ولاذت باقي الطائرات بالفرار دون إلحاق أي ضرر بالبطاريات ، ثم تبع ذلك هجوم أخر سقطت خلاله طائرتين فانتوم  ،

وعندها ذهب المشير / محمد علي فهمي إلى الرئيس الراحل  جمال عبد الناصر وقال له : 

مبروك يا ريس 

الحائط إشتغل ..

اليهود مش حيقدروا يدخلوا عندنا بطيرانهم تاني أبدًا .

وفعلًا ما هي إلا أيام حتى أصدرت القيادة الإسرائيلية أوامرها بوقف هجوم الطيران الإسرائيلي على العمق المصري خوفًا على الطيارين الإسرائيليين المدربين من الموت أو الأسر . 

وقَبِل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مبادرة روجرز وتم أيقاف إطلاق النار ، وتوفي في نفس العام . 

 ظل المشير / محمد علي فهمي وقوات الدفاع الجوي  يقومون بمهمة بحماية  سماء مصر  ، بعد إستكمال جزء كبير من مشروعه بين السويس وبورسعيد .

وفي حرب اكتوبر عام ١٩٧٣م ، قام هذا الحائط بالدفاع عن سماء مصر ، وتأمين غطاء من الحماية للقوات المصرية المقاتلة في سيناء ، من هجمات سلاح الجو الإسرائيلي لمسافة ١٢ كيلومتر كاملة ، وقام بشل حركة الطيران الإسرائيلي بطول الجبهة المصرية ،

 وتوفي المشير /  محمد علي فهمي في لندن  سنة ١٩٩٩ م ، رحم الله البطل ورحم الله شهداء مصر من العمال والمهندسين  والجنود والضباط الذين شيدوا  بدمائهم وأرواحهم  جدارًا يحمي سماء مصر من أي إعتداء حتي يومنا  هذا  وأصبح يوم ٣٠ يونيو هو عيد قوات الدفاع الجوي .

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*