لقاء الغريبة
كنت يومها في لقاء لمؤسسة تهتم بالتدريب و تحسين الأداء
الوظيفي والتربوي ...
شارك العديد من الأساتذة والمختصين في علم التربية و التعليم
و علم الاجتماع و علم النفس ... ومن الوظيف العمومي
و بينما انتظر دوري لالقاء مداخلتي منهمكة في ترتيب أوراقي واطلع على اهم النقاط التي سأتحدث عنها و اناقشها مع الحضور ..
لاحظت نظرات ترمقني من احد الحاضرات لم أوليها أهمية في بادئ الأمر
هذا مكان به أفراد كثر و قد يعرفك اناس لا تعرفهم
أو مجرد فضول من تكون ..
لكن نظراتها كأنها تخاطبني شعور غريب تملكني وقتها
عندما انتهى اللقاء وبينما نحن نتبادل أطراف الحديث مع المشاركين والتعرف على بعضنا ..
تقدمت تلك السيدة اتجاهي مبتسمة والقت التحية ، فبادلتها التحية و طلبت أن نجلس بعيدا عن ضوضاء هذه الأجواء فوافقت ..
جلسنا في مكان هادئ .. يطل على البحر .
لم اسال من تكون ؟ فقط كنت أنتظر منها ماتريد مني وهل تعرفني ؟؟؟!! ...
لا اخفي عنكم فضول داخلي استحودني وقتها ..!
كانت انسانة هادئة رزينة انيقة واضح انها مثقة ..
كلماتها مختصرة .. لكن عيونها تقول لي انها عميقة مثل هذا البحر الذي يقابلني ..
نظرت الي بثقة : سمعت عنك الكثير لدرجة اني تمنيت أن القاكي..
ابتسمت .. وقلت خيرا ان شاء الله اتمنى ان يكون ماسمعت عني كلام يثلج القلب ..
لا اخفيكي .. بين و بين ..لايهمك .. اصلا الحياة على كفتين كفة خير و كفة شر ..
اتمنى ان كفة الخير أثقل و اصارحك القول :
لا يهمني ..مايقال فكل يراه من نظرة عينه ،
الاصح انا ما أراه بنفسي دمت على حق فاحمد الله و دنيا امتحان .. وانا راضية بما قدره ربي لي ..
اعتذر منك .. اخذنا الكلام ولم اسالك ماذا تريدين قهوة أو عصير احس ان الحديث سيطول بيننا ..
اشكرك .. أريد قهوة اعرف انك تحبيها و مهووسة بها ...
ابتسمت وادركت أنها فعلا تعرفني .. !!
و اجبتها و ابتسامتي مرسومة على محياي تخبرها اني جاهزة : من منا لا يحب القهوة ..
اكيد أغلب الناس تحب القهوة .. خاصة الصباح قبل أي شيء لتعدل المزاج
سكت .. لم ارد عليها ...
هل كلامي هذا يذكرك بشئ ما ..؟؟؟
لا لا طبعا عادي .. استمع لحديثك ...
أصارحك .. و أدخل بالموضوع مباشرة
تفضلي كلي اذان صاغية ..
أحببت شخصا .. ويهمني أمره كثيرا و لا اخفي عنك ان بيننا تناغم كبير و توافق فكري و اجتماعي و الحمد لله أمورنا بخير
هنا استغربت !!! .. اجبت الله يوفق بينكما يارب و يسعدكما شيء جميل ... لكن السؤال انا ما اعرفك حتى تحكي لي أمورك شخصية ...
ردت بكل هدوء يكفيني اني اعرفك جيدا ...
حتى كلامك تصرفاتك صفاتك اعرفها بكل دقة و تخيلي اني رسمتك بمخيلتي و كلها كما تصورتها .. كان ينقصني فقط التقاء بك .. يمكن ارضاءا لفضولي أو إجابة لاسئلة كثيرة تحيرني ولم أجد لها إجابة..
غريبة و الله ماهذه السيدة الغريبة ... :
تعرفَ أنا معاك للآخر لان حبيت صراحتك وزاد فضولي ....
شكرا ليكي .. وعلى رحابة صدرك :
احببته من اول نظرة لكن ماقدرت اصارحه صعب كان علي الموضوع .. ولم اتوقع ماحدث لي مع هذا الشخص
انتظرت الايام والظروف يمكن تجعله يحس بيا و يلمح اهتمامي به و لهفتي لرأيته ..
وفعلا بعد فترة من الزمن و تعاملنا مع بعض و لقاءات حسيت انه بدأ يعجب بي يوما بعد يوم
كثرت لقاءاتنا وأن تعددت أسباب من اجل العمل .. اجتماعات و ملتقيات .. صدفة .. او احتفاليات بحكم صداقتنا تشاركنا الكثير
وكنت سعيدة بكل هذه اللحظات التي جمعتني به ..إ
الى أن وصلت لمنطقة القلب والروح هنا اصطدمت بحاجز عازل صنعه حوله هالة غريبة تحيط به .. تحول بيني وبينه
حاجز بينكما !! كيف ذلك دام قلت انه تحقق ماكنت تحلمي به وبادلك الاهتمام والاعجاب ؟؟؟!!!
الحقيقة تلخصت في اني لم استطع ان ألمس مشاعره داخلية روحه السجينة ... هذه هي الحقيقة
مع انه كان يظهر اهتمامه تصرفاته لطيفة و محترمة
لكن كل ما تلتقي عيني مع عيونه يبتسم ابتسامة خفيفة
و يخفي عيونه عني لاتجاه ثاني .. وفي هذه الاثناء ياخذ سيجارته و يبدئ رحلته بعيدا بروحه عني و كانه يقول لي يكفيكي هذا الجسد المنهك انه معك لكن افكاري ملك لي روحي سجينة هناك .. انه في عالم آخر غير عالمي هذا ...
ادركت أنه له سر و عيونه لا تكذب تريد قول الكثير في صمت ...
صدقوني نسيت لماذا هي تكلمني بهذا الموضوع ..
من هذه المرأة الغريبة وماذا تريد مني؟!
و لماذا اصلا انا هنا معاها و اسمع حكايتها ؟
لماذا تملكني احساس داخلي اني اعرفها او اعرف هذا الشخص الغريب الذي تحبه ما الذي يحصل معي ما علاقتي بهذا الحديث كله ياربي ...
تعاطفت معاها و كنت اريد اعرف ماالذي حدث بينهم ..
نسيت نفسي وسط هذه الحدوثة و ادخلتني برغم عني عالم
كله أسرار فما حكايتها ياترى ؟!
يتبع ...
نسمات الحياة زهيرة بن عبد المومن سجين الهوى ولكن ..