غضب على ورق

حجاب حسن
0

غضب على ورق



سألت أحدهم ، ما مفهوم السياسة؟ فأجاب: أن يجوع الحاكم الرعية، و يفتي الفقيه بأنه سوى صوم النافلة، و يرضوا الجياع ، لأنهم بالمساء أذاعوا لهم في نشرات الأخبار ، أنها قد بدأت للتو السنوات العجاف 

اندهشت! وقلت : أليست هي مفهوم رعاية الدولة لرعاياها، ضحك باستهزاء و قال: أظن أن هذا ما كانوا يدرسونه لكم في المدرسة أولائك المدرسين الذين يتظامنون مع الحاكم في تسيير شؤون الرعية، بدعوى أن الدستور ينص على هذا ، قلت أي نعم ، حتى أنني قلت فهو معمم بتصويت كل الرعية .

ههه زادها وقال صدقتم تلك اللعبة التي يخدرونكم بها الإنتخاب حق ، ألا تعلم أن جل اللاعبين ليسوا بأحرار بل هم عبيد تلك الحلبة، فهل رأيت لاعبا يعطي قبل أن يأخد، هممت بالشرح و التفسير وقلت له ، أليست إرادة و اختيار كل فرد و مسؤولية، فهي ديمقراطية للتعبير الحر و الاختيار الأمثل، قال : و من قال غير ذلك نعم هو سيبقى سوى رأي 

ثم زاد هل تعتقد أن الجائع حين طلب الخاثم ، لما سأله الحاكم ما تريد؟ كان بلا رأي أو بلا إرادة ، أتعلم أنه في ذاك الوقت لم يركض نحو القمة بل كان همه الوحيد تلك الزينة، زينة المرئ بالتباهي أم غيره، و أن يوهم نفسه أنه دخل مصاف تلك الطبقة التي تكنى بالبرجوازية الملازمة لسدة الحكم و تلك الحاشية المقربة لكرسي الحاكم

ثم جائني أن أسأله مرة ثانية: أظن أننا خدعنا في حضور حصة الدرس درس السياسة أليس كذلك؟!

فأجاب: هي كلتا حالتيك ؛ إما صدقت ما هو غير حقيقي أو بالفعل كنت ترفض الحقيقي و أنت على علم.

كم نحن قساة حقا، من طين و نريق الدماء، نكثر الفساد، وندعي الإستقامة، حتى أننا كتبنا في القاموس وزدنا بند استحمار الرعية، وحددنا بنود الإكثار من الظلم و الطغيان، 

ااااه من هذا السؤال المؤرق : أحقا ننتمي لبني الإنسان و الإنسانية ماتت فينا؟!

غضب على ورق 

بقلمي أبو سلمى 

مصطفى حدادي. 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*