مسيرة كفاح و استشهاد الشهيد المقدم البطل السيد أحمد الحجف قائد الكتيبة 113 صاعقة بحرب أكتوبر
متابعة محمد حجازى
وأنت تسير في شوارع الإسماعيلية وتقع عيناك على لافتة شارع باسم أحمد الحجف من الطبيعي وقتها أن تتساءل عن هذا الاسم ولمن يكون؟!
انه أحد أبطال حرب أكتوبر الذين خلّدهم التاريخ العسكري وكتب بدمائه قصة كفاحه من أجل تراب الوطن
ولد الشهيد في 9 أغسطس عام 1935 انضم إلى أول فرقة صاعقة في مصر عام 1955 وكانت في منطقة أبو عجيلة التي أسسها الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي رحمه الله عليه
كما شارك في حرب السويس 1956 وكان أحد أفراد قوات الصاعقة المصرية التي شاركت في حرب اليمن وفي نكسة 1967 كان يقاتل بضراوة ضد العدو الصهيوني وأثناء حرب الاستنزاف كان مساعدا لكبير معلمي مدرسة الصاعقة الشهيد العميد إبراهيم الرفاعي فشارك في تصنيع وتجهيز رجال الصاعقة لخوض معركة الكرامة والتحرير عام 1973
عُرف البطل أحمد الحجف بين أقرانه بتديّنه الشديد وإيمانه بقيمة العمل الجماعي لتحقيق النصر لكن ما فعله خلال مشواره مع المعارك كوم وما فعله في حرب أكتوبر المجيدة كان كوم تاني فعندما بدأت ملحمة العاشر من رمضان وتحديدا قبل غروب شمس يوم السادس من اكتوبر 1973 صدرت الأوامر له بالتصدي لأحد ألوية العدو الإ سر ائيلي المدرّعة بأي ثمن قبل سيطرتها على مضيق رأس سدر ومنع الجيش المصري من العبور إلى شرق القناة وقام البطل بمصاحبة قواته بالتسلل للضفة الشرقية للقناة وصولا للمنطقة المحددة وبالفعل بدأ الاشتباك بين اللواء الإ سر ائيلي المدرّع وفرقة الصاعقة بقيادة الحجف ووجد القائد نفسه أمام فارق كبير في العدة والعتاد فطالب رجاله بأن ينالوا إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة
وكانت ملحمة بطولية رائعه لقوات الصاعقة المصرية واصابوا قوات العدو الا سر ائيلي بخسائر فادحة ولم يجد العدو حلا سوى الارتداد شرقا ولملمة صفوفه مندهشا ومذعورا في الوقت نفسه
وبعد 48 ساعة من القتال عاود العدو الهجوم مستعينا بغطاء نيراني مكثف فأخذ البطل يُحمّس رجاله ويطالبهم بزرع الألغام أمام مدرّعات العدو لتشتدّ المعركة وترتفع أصوت الانفجارات وتمتلئ أرض المعركة بحطام المدرّعات وتتناثر دماء الشهداء على الرمال أسفل جنازير الدبابات العدو واستمر القتال وسط دهشة العدو من الأداء المستمرّ لفرقة الصاعقة دون مهابة الموت أو الأسر بل منهم من وصلت به الجرأة حد الإقبال على المدرّعات والأسلحة الثقيلة للعدو بصدور عارية وأسلحة خفيفة فأجبروا للمرة الثانية على التقهقر نحو الشرق بعدما تعاظمت خسائرهم في الأرواح والمعدات
في الوقت نفسه صدرت الأوامر من القيادة العليا إلى فرقة البطل بالعودة إلى مقدمة الجيش الثالث المتمركز في منطقة عيون موسى وفي طريق العودة نجح الشهيد رحمة الله عليه في تنفيذ العديد من الإغارات والكمائن على قوات العدو وكبده خسائر فادحة
وأثناء استعداد البطل لتنفيذ كمين جديد إذ بشظية طائشة تصيب صدره فيسقط على الأرض بين رجاله ولكن حسب رواية أحد معاونيه استجمع قواه وعاد للوقوف على قدميه ثم نطق الشهادة وسلّم روحه لبارئها
ليسطر البطل بدمائه في التاريخ ويختم حياته بنطق الشهادتين وتكريما لذكرى الشهيد خصّصت القوات المسلحة قاعة بالكلية الحربية تحمل اسمه
كما تمّ إطلاق اسم الشهيد على اثنين من شوارع مصر الأول بمحافظة الإسماعيلية مكان إقامة الشهيد والثاني بأنشاص