الوضع الداخلى لدولة إسرائيل
מעמדה הפנימי של מדינת ישראל
سعيد ابراهيم السعيد
▪️حالياً، لا يوجد في الحكومة الإسرائيلية سوى وزير واحد له وزن مستقل، إلى جانب بتسلئيل سموتريتش؛ إنه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
قبل يومين، قدّر ديرمر في مؤتمر في القدس أن الحرب على الجبهات السبع، على حد تعبيره، ستنتهي خلال عام.
كذلك، توقّع أن تنتهي الحرب باتفاقيات سلام جديدة.
في العام الماضي، قُبيل ذكرى قيام الدولة، تعهد نتنياهو أن الانتصار المطلق أصبح "قاب قوسين أو أدنى".
لكن ربما أصبح وزراء الحكومة أكثر يقظةً منذ ذلك الحين.
مع الذكرى الـ77 لقيام إسرائيل، تبدو الحرب في غزة في حالة جمود غير مسبوقة.
ويبدو كأن الجمهور، في أغلبيته، لم يعد يصدّق وعود الحكومة بأن الخلاص قريب، يُضاف إلى التعقيد المستمر في غزة، والجمود في المفاوضات
- بشأن صفقة الأسرى، حالة من الإحباط العام المرتبطة بتهديدات الحرب، والضغط الهائل على الجيش النظامي وجنود الاحتياط، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية، على الرغم من أن إسرائيل حققت إنجازات كبيرة ضد حزب الله في لبنان، وتحسّنت أوضاعها الاستراتيجية في الجبهة السورية، وفي المواجهة مع إيران، فإن هذه الإنجازات لا يمكنها تغطية الجرح المفتوح الذي خلّفته قضية الأسرى: لا يزال 59 أسيراً، بينهم 21 في قيد الحياة، محتجزين في ظروف مروّعة في قطاع غزة.
وبغياب الحلّ، ستظل هذه القضية تحوم فوق المجتمع الإسرائيلي.
-بدأت صورة الوضع في القطاع تتّضح، بعد أسابيع من المراوحة ومن ترويج رؤى كاذبة للجمهور، لا تزال العملية العسكرية محدودة، وهي تتركز على الغارات الجوية التي توقع العديد من الضحايا الفلسطينيين، بينهم عدد كبير من المدنيين.
تشمل العملية أيضاً تحركات برية محدودة جداً، وتحركات تكتيكية لألوية قتالية في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، وبصورة خاصة في محيط رفح (في محورَي موراغ وفيلادلفيا على جانبَي رفح).
وبعكس الانطباع الذي ظهر في البداية من الحوار بين رئيس الأركان الجديد إيال زامير والوزراء، فإن الجيش لم يسارع إلى اجتياح شامل والقيام بعمليات على طول القطاع، بل نفّذ عملية محدودة وحذِرة لتجنُّب وقوع خسائر في صفوفه. خلال الأسبوعَين الماضيَين، قُتل أربعة جنود في هجمات خاطفة شنّتها "حماس"، وأُصيب أكثر من عشرة آخرين.
-لم يؤدّ الهجوم الإسرائيلي ووقف المساعدات الإنسانية إلى تغيُّر ملموس في موقف "حماس"، على الرغم من وعود نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.
حالياً، تُبذل جهود في القاهرة مجدداً، لإحياء المفاوضات من خلال مقترحَين:
- الأول، إطلاق سراح نحو نصف الأسرى الأحياء؛ أو صفقة شاملة تشمل تبادُل جميع الأسرى، في مقابل إنهاء الحرب، وتنقسم إلى خيارَين فرعيَّين: وقف إطلاق النار مدة ستة أشهر، أو خمس سنوات.
لا تزال تفاصيل عديدة من المقترح المصري غير واضحة، وخصوصاً تلك التي تتعلق بدور "حماس" في حُكم غزة مستقبلاً، ومصير سلاحها، وما إذا كانت قيادة الحركة ستغادر القطاع.
- الثاني، تعمل السعودية من وراء الكواليس على إنهاء الحرب، بعد نحو أسبوعين، سيزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب السعودية والإمارات وقطر.
ويبدو كأن هذه الزيارة أصبحت موعداً حاسماً جديداً، يسعى الأميركيون والسعوديون والمصريون والقطريون لتحقيق تقدُّم قبل هذا الموعد، سواء من خلال التعاون، أو من خلال التنافس.
حالياً، يتركز الاهتمام الأساسي الإقليمي لترامب على جهدَين آخرَين: إتمام صفقة مع السعودية تشمل صفقات سلاح وتكنولوجيا بمئات المليارات من الدولارات؛ والتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران. وإذا أصرّت السعودية على ربط هذه القضايا بإنهاء الحرب في غزة، فقد يولي ترامب ذلك اهتماماً. في القدس، يدركون أن ترامب هو الحَكَم النهائي. وإذا غيّر موقفه، فسيُجبر نتنياهو على تغيير مساره، حتى لو تسبب ذلك بانهيار الائتلاف الحكومي.
-في هذه الأثناء وحتى موعد زيارة الرئيس ترامب، يستعد الجيش لزيادة الضغط على غزة، تلقى الآلاف من جنود الاحتياط أوامر استدعاء فوري، والخطة العسكرية تهدف إلى نشر الاحتياطيين في الجبهة الشمالية والضفة الغربية، من أجل تخصيص مزيد من القوات النظامية لتعزيز الهجوم على قطاع غزة .
وبهذا، يتجاوز الجيش خطط التشغيل الأصلية، ويخالف وعوده السابقة لجنود الاحتياط.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الجيش يتصرف بحذر، ولا يريد اختبار مدى التزام جنود الاحتياط بأهداف الحرب... "من الصعب خوض الحروب من دون إجماع شعبي واسع،" يعترف ضباط في هيئة الأركان.
في جميع الأحوال، لن تتحقق أوهام اليمين بشأن احتلال القطاع بالكامل إلّا بصورة جزئية، ما دام ترامب يراقب الوضع بدقة، وينطبق هذا أيضاً على وقف المساعدات الإنسانية.
في يوم السبت الماضي، طلب ترامب من نتنياهو إدخال مزيد من الغذاء والدواء إلى غزة.
كذلك، يستعد الجيش لتنفيذ عمليات توزيع للمساعدات الإنسانية، لكن بعكس مطالبة اليمين، لن يقوم الجنود بهذه المهمة، وفي الواقع، يثير سلوك زامير غضب اليمين المتطرف الذي يبدأ بالهجوم على رئيس الأركان مباشرةً، عندما لا يكون منشغلاً بالهجوم على رئيس الشاباك.
يقود نتنياهو ائتلافاً غير شعبي، واستناداً إلى استطلاعات الرأي، فإن الجمهور لا يثق بخطواته.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الواقع لا يُترجم إلى تحرّك سياسي يدعو إلى انتخابات مبكرة، بسبب مصالح مشتركة بين نتنياهو وحلفائه.
لكن الميزان الموقت للحكومة، بحساب سياسي بارد، غير مشجع، بالنسبة إلى نتنياهو.
كما أن الإنجازات في الشمال وإزاء إيران قد تتلاشى بالتدريج، في ظل غياب خطوات سياسية مُرافقة. كذلك، ستتصاعد أزمة تجنيد الجنود في الصيف، وخصوصاً مع مطالبة الأحزاب الدينية بتمرير "قانون الإعفاء" ومطالبة المحكمة العليا بإيجاد حلّ، والتوترات والفجوات في داخل الائتلاف حيال جميع المسائل، من التجنيد إلى مستقبل غزة، واضحة للغاية.
وبرغم ذلك قرر نتنياهو توسيع العدوان في غزة بما يشمل تجنيد الألف من الإحتياط في إنتظار موافقة الكابينت مع رفض الجنود بالحرب في غزة.
#حفظ_الله_مصر