بئر الحقد والحسد
بقلم حجاب حسن
في قلب الإنسان، قد يختبئ داءٌ خبيثٌ،
يُورثُ الأسى ويزرعُ الشوكَ في الدربِ.
الحقدُ نارٌ تأكلُ الروحَ بلا رحمةٍ،
والحسدُ سهمٌ مسمومٌ يطعنُ في الخفاءِ.
كلاهما ظلامٌ يلفُّ القلبَ بوشاحِهِ،
يُعمي البصيرةَ عن جمالِ الكونِ وضيائِهِ.
يُحوّلُ النعمةَ إلى نقمةٍ في عينِ الحاسدِ،
ويجعلُ الفرحَ غصةً في صدرِ الحاقدِ.
يا ابنَ آدمَ، احذرْ هذينِ الرفيقينِ،
فما جلبا يومًا إلا الشقاءَ والضغينةَ.
نيرانُهما تحرقُ صاحبَها قبلَ غيرهِ،
وتتركهُ وحيدًا في صحراءِ الألمِ والعناءِ.
سامحْ واغفرْ، ففي المسامحةِ نورٌ،
يُضيءُ القلبَ ويزيلُ كلَّ الشرورِ.
ارضَ بما قسمَ اللهُ لكَ من خيرٍ،
ففي القناعةِ كنزٌ لا يفنى ولا يُغيّرُ.
دعْ الحسدَ والحقدَ يرحلانِ عن فؤادِكَ،
ازرعْ مكانَهما الحبَّ والرضا وودادَكَ.
فلا صفاءَ لروحٍ تحملُ في طياتِها الغلَّ،
ولا راحةَ لقلبٍ يسكنهُ الهمُّ والعللُ.
طهرْ قلبَكَ من أدرانِ هذه الآفاتِ،
عشْ الحياةَ بسلامٍ، واملأها بالطيباتِ.
تذكرْ أنَّ الدنيا زائلةٌ، والآخرةَ باقيةٌ،
فما قيمةُ كنزٍ يُلوثهُ الحقدُ والضغينةُ؟