" و لكم من الشهباء تحية "
ولقد ذكرتك ..
في الشهباء تواقا
والدمع يجري
على خدي براقا
أروم حيا أزهرا
بت تسكنين به
و أمني النفس أما
كفى يا نفس أشواقا
ومضيت فارسا ..
وقلبي إليها يسبقني
نحو مضارب حيها
في حين إشراقا
فلمحتها عن بعد
مع صويحبات لها
و كأنها شمسهم ..
و هم حولها الأقمارا
يدنين جلابيبهن
سترا و حشمة
و على أكتافهن
يحملن الجرارا
فأدركت بأن الغدير
كان وجهة قصدهن
وتتبعتهن عن بعد
فضولا.. بيننا أشواطا
فلمحت على آثارهن ..
في القاع بريقا أصفرا ..
دققت فيه ..
يالبشرى .. ذاك إسوارا
تناولته باليمين ..
وقفلت راجعا
والفرحة تغمرني
وتعلو وجهي البشارة
و بعد رجوعهم
عدت إلى مضاربهم
فتلقاني زعيم حيهم
شيخا يعلوه الوقارا
فأنزلني في ضيافته
رغم تعففي له
و من كرمه آلا
أن يقبل لي اعتذارا
فأخرجت السوار
و دفعته إليه بمودة
و قلت لو تسأل ..
كريمات حيكم العذارى
فلقد وجدته ..
عند الغدير صدفة
فانشدوا صاحبته
وخذوا منها الأمارة
فبدأ بأهله و راح
خلف الخباء يسألهم
فتسامعت نسوة
يتهامسن ...
أن هو ذا سوارك ..
يا سليمى الذي ضاعا
فعاد الشيخ للمجلس
ووجهه متهللا
و شكر لله أمانتي
و حسن الطباعا
فحمدت ربي
أن الأمانة ردت لأهلها
وطاب بها ..
قلب صاحبتها الملتاعا
بقلمي
( محمد عمر قرطلي )
سورية