ناديه السيد. الدقهلية
طفل عنده 11 سنة مفتحش على الدنيا أصلا... اتسحل لحد ما مات..
هو إيه اللي حصل في البلد؟!
3 عيال في إعدادي، أعمارهم مكملتش ال١٦ يعني لسه مخرجوش من البيضة... سحبوه من الشارع بالعافية، جروه لغاية بيتهم، وكسّروا جمجمته، وقطعوا ودنه، وسابوه بين الحياة والموت... ليه؟!
إيه اللي خلّى البراءة تتحوّل لبشاعة؟
إيه اللي حصل في تربيتنا؟ في إعلامنا؟ في بيوتنا؟
فين القدوة؟ فين الضمير؟ فين المدرسة؟ وفين المسجد؟
فين الرجولة اللي مش بس عضلات، لكن ضهر للي أضعف منك؟!
خليني أحكيلك الحكاية من الأول...
اليوم في بلطيم، محافظة كفر الشيخ...
الطفل "أدهم حلمي عبد المهدي" 11 سنة في الصف السادس الابتدائي.
وقفوه 3 طلاب إعدادي في الشارع... هددوه... جروه بالعافية لبيت واحد منهم.
الكاميرات صورتهم، ماسكينه من إيديه، وعينه مليانة رعب...
دخل حي في إيديهم، خرج جثة..
اتضرب لحد ما فقد الوعي. ولما مقدروش يشيلوه...
سحبوه على الأرض حوالي 150 متر، زي أي شوال... لحد عربية خال واحد منهم..
هنا العيال جريوا، فالخال خد أدهم عالمستشفى وعلشان ميتحطش تحت طائلة المسائلة قال إنه أبوه، وكتب المحضر إنه "وقع على الرخام"
حد عنده دم يتخيل إن الجثة اللي فيها:
كسر في الجمجمة
شرخ في الرقبة
نزيف في المخ
قطع في الودن
وتهتك في أنسجة الجسد
... كل دا من "الرخام" يا غبي..
إيه اللي حصل لعقولنا؟
فين الطفولة؟ فين الرحمة؟ فين الخوف من ربنا؟
وإيه اللي ممكن يكون السبب؟
هل دا نتاج "تربية الموبايلات"؟
ولا مسلسلات بلطجة وغدر وغش و"دبح وتقطيع"؟
ولا إنعدام الرقابة؟
ولا إعلام بيروّج للعنف كأنه بطولة؟
ولا إحنا خلاص ماعدناش نعرف يعني إيه ابن ناس؟
اسأل نفسك... لو دا كان ابنك؟ أخوك؟
كنت هترضى تكتب على جثته: "وقع على الرخام"؟
وبعدين... هل انتهت الجريمة؟!
لأ... الجريمة بدأت لما قرر المجتمع يسكت!
لما كل بيت خاف يواجه... وكل مدرسة قالت "مش شغلنا"...
وكل إعلامي شاف الحادثة وسكت علشان التريند في مكان تاني...
لكن صدقني...
الساكت عن الحق شيطان أخرس،
واللي يسكت على دم طفل... يستنى دمه على باب بيته بكرة.
الحل مش إننا نعيط على أدهم وننسى،
الحل إننا نراجع منظومتنا كلها:
تربية من أول وجديد
رقابة فعلية على المحتوى
تطبيق حاسم للقانون
ووعي مجتمعي إن الولد مش بس مسؤولية البيت... دا مسؤولية بلد.
حق أدهم في رقبتكم إنتوا كمان مانتوا مش دوركم تتفرجوا كل يوم على قضية شكل،
شيروا البوست دا على أوسع نطاق عاوزين حل رادع للمهازل دي،
وخلّي صوت الحق يوصل،
يمكن نقدر نلحق اللي جاي قبل ما نلاقي عيال تانية بيتسحلوا وإحنا بنتفرّج...
"حسبنا الله ونعم الوكيل"