كتب : حجاب حسن
التودد هو فن راقٍ ومهارة اجتماعية قيمة، يتمثل في إظهار الود والمحبة والاهتمام بالآخرين، والسعي لكسب قلوبهم واستمالتهم بلطف ولين. إنه ليس مجرد كلمات معسولة أو مجاملات زائفة، بل هو سلوك نابع من صدق النية وحسن الطوية، يهدف إلى بناء جسور من التواصل الإيجابي وتعزيز العلاقات الإنسانية.
للتودد مظاهر عديدة تتجلى في أقوالنا وأفعالنا. يبدأ بالابتسامة الصادقة والترحيب الحار، مرورًا بالاستماع الجيد والاهتمام بحديث الآخرين، وإظهار التعاطف والتفهم لمشاعرهم. كما يتضمن التودد تقديم المساعدة عند الحاجة، وإبداء التقدير والثناء على جهودهم، وتبادل الهدايا والكلمات الطيبة التي تدخل السرور إلى قلوبهم.
لا يقتصر التودد على التعامل مع الأصدقاء والأحباء، بل يمتد ليشمل جميع الأشخاص في محيطنا، حتى أولئك الذين قد لا تربطنا بهم علاقات وثيقة. فالتودد إلى زملاء العمل، والجيران، وحتى الغرباء، يخلق جوًا من الألفة والانسجام في المجتمع، ويساهم في نشر الإيجابية وتقليل الخلافات.
إن أهمية التودد تكمن في قدرته على فتح القلوب وتليين النفوس. فالإنسان بطبعه يميل إلى من يحسن إليه ويظهر له الود والتقدير. وعندما يشعر الشخص بالاهتمام والقبول، يكون أكثر استعدادًا للتعاون والتفاعل الإيجابي.
بالإضافة إلى ذلك، يعود التودد بالنفع على صاحبه أيضًا. فهو يكسبه محبة الناس وثقتهم، ويعزز مكانته الاجتماعية، ويشعره بالرضا والسعادة نتيجة لإحداث تأثير إيجابي في حياة الآخرين. كما أن التودد يقلل من التوتر والصراعات، ويخلق بيئة أكثر سلامًا ووئامًا.
ومع ذلك، يجب أن نميز بين التودد الصادق والنفاق أو التملق. فالتودد الحقيقي ينبع من القلب ويهدف إلى بناء علاقات صحية ومستدامة، بينما النفاق هو إظهار عكس ما يبطن به الشخص لتحقيق مصلحة شخصية.