مقال عن إثبات الذات:

حجاب حسن
0

كتب : ميرفت شوقي صالح 



إثبات الذات: رحلة مستمرة نحو تحقيق الوجود الحقيقي

في خضم تفاعلاتنا اليومية، وسعينا الدائم لترك بصمة في هذا العالم، يبرز مفهوم "إثبات الذات" كركيزة أساسية لتحقيق الرضا والوجود الحقيقي. إنه ليس مجرد تأكيد لفظي للوجود، بل هو عملية ديناميكية تتضمن فهم وتقييم الذات، والتعبير عنها بوضوح وثقة في مختلف جوانب الحياة.

إثبات الذات يبدأ من الداخل، من تلك النظرة الصادقة التي نوجهها لأنفسنا. يتطلب شجاعة في مواجهة نقاط القوة والضعف، والاعتراف بالقيم والمبادئ التي توجهنا. عندما نكون على دراية حقيقية بمن نحن وماذا نريد، يصبح من الأسهل علينا التعبير عن آرائنا واحتياجاتنا بصدق واحترام، دون خوف من الرفض أو التقليل من شأننا.

لا يقتصر إثبات الذات على التعبير عن الرأي فحسب، بل يمتد ليشمل وضع الحدود الصحية في علاقاتنا مع الآخرين. يعني أن نتعلم كيف نقول "لا" عندما يتعارض طلب ما مع قيمنا أو قدراتنا، وأن ندافع عن حقوقنا بطريقة بناءة وحازمة. هذه القدرة على وضع الحدود تحمي طاقتنا وتحافظ على احترامنا لذاتنا.

في المقابل، غالبًا ما يرتبط ضعف إثبات الذات بالشعور بالتردد، والخوف من المواجهة، والسعي الدائم لإرضاء الآخرين على حساب احتياجاتنا الخاصة. هذا يمكن أن يؤدي إلى تراكم الإحباط والشعور بالاستياء، ويؤثر سلبًا على ثقتنا بأنفسنا وعلاقاتنا.

إثبات الذات ليس صفة ثابتة نكتسبها مرة واحدة وإلى الأبد، بل هو مهارة تتطور وتنمو مع التجارب والمواقف المختلفة التي نمر بها. يتطلب ممارسة مستمرة، وتعلمًا من الأخطاء، وتقبلاً للذات بكل ما فيها. قد يتطلب الأمر في بعض الأحيان طلب المساعدة من مختصين لتجاوز بعض العقبات النفسية التي تعيق هذه العملية.

في نهاية المطاف، إثبات الذات هو رحلة شخصية فريدة لكل واحد منا. إنها رحلة نحو تحقيق الأصالة والانسجام الداخلي، وتمكين أنفسنا من العيش بصدق وفاعلية في هذا العالم. عندما نثبت ذواتنا بشكل صحي، فإننا لا نحترم أنفسنا فحسب، بل نلهم الآخرين لفعل الشيء نفسه، مما يخلق بيئة أكثر احترامًا وتقديرًا للاختلاف والتنوع. 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*