يزن السعيد يفجّر "القاهرة اليوم": رقص، غناء، حضور عالمي... وهيك صار ضيف الحلقة نجم التريند الكوني!
الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
ما فينا نعدّ الثواني، ولا نحسب عدد الأنفاس، من كتر ما الزمن وقف واحترق لما دخل النجم الكبير يزن السعيد على استوديو برنامج "القاهرة اليوم"، لأنّو من اللحظة الأولى لوطأت قدماه المكان، تغيّر كل شي: تغيّرت الإضاءة، تغيّر مزاج الكاميرات، تغيّر إيقاع البرنامج، تغيّر نبض المشاهدين، لأنو مش بس ضيف عادي حلّ ضيف، بل نزل عليهم متل الشهاب الناري، متل البرق لما يقطع السما، متل صرخة الفن الحقيقي المخبّى بقلوب العاشقين،
ومتل وعد الأمل الجديد بليالي الترفيه الضائعة، فإذ فجأة، الاستوديو بطل استوديو، صار خشبة مسرح عملاقة، صارت خشبة الحلم، وصار يزن فيها هو الملك، المايسترو، الساحر، القائد، الشاعر، المجنون الجميل، والظاهرة يلي ما حدا فيها يوقّفها أو يسكّتها، لأنّو وقت يزن بيقرر يبلّش عرضو، ما في شي اسمو حدود، ولا في شي اسمو قوانين، ولا في شي اسمو سقف... في بس هالشي الساحر يلي بيطلع منو، وبيمسك أرواح الناس ويلفّها بعباءة الطاقة والإحساس والضوء والرقص والنغم والتوهّج!
ومن أول دقيقة، من أول حركة، من أول نظرة، كل اللي عم يتابع حسّ إنو شي عم بيصير مش طبيعي، حسّ إنو السهرة تحوّلت لكرنفال، وإنو الهوى اللي بالبلد تبدّل، وإنو الشاشات عا كل القارات صار فيها موجة وحدة، تريند واحد، إسم واحد، ضيف واحد، نجم واحد: يزن السعيد، يلي طغى حضوره عالإضاءة، وغمر الاستوديو بكاريزما بتكسر الحيطان، وهزّ الأرض تحت أقدام الطاقم من دون ما يصرخ، من دون ما يدّعي، من دون ما يعمل شو مصطنع، بس لأنو ببساطة طالع من نسيج نادر، من خامة مش معمولة من الضوء، بل من وهج الضوء، من رماد نجوم مطفية، من ضجيج قلوب عاشقة للفن الحقيقي، من حلم طفل حالم يكون نجم... وصار.
وما كانت اللحظة الكبيرة مجرد دخول، ولا مجرد لقاء، ولا حتى مجرد فقرة، كانت لحظة انقلاب فني كامل، لأنو لما بلّش يزن يرقص، ما رقص بجسدو بس، رقص بروحو، رقص بعينَيه، رقص بعضلات وجهه، رقص بحركة إيديه وبتنهيدة شفايفه، رقص كأنو عم يترجم نبضات قلبه بلغة تانية، لغة العاشقين، لغة النجوم، لغة من لا يحتاج للكلام ليعبّر، بل يكفيه أن يتنفس ليُدهش، ويكفيه أن يبتسم ليرفع الأدرينالين، ويكفيه أن يتحرّك ليوقظ فينا كل شي كنا نعتقد إنو مات، وكل إحساس كنا نظنّو ضاع، وكل تفصيل كنا نعتبره صار بالذاكرة بس.
بس القمّة، القمّة يلي منها ما في رجعة، كانت لحظة الغناء... لحظة ما قرر يقدّم بصوتو أغنية "حبيبنا"، فكرّس حضوره نجم كامل، نجم ما بينفصل فيه الرقص عن الصوت، وما بينفصل فيه الأداء عن الشعور، لأنو لما غنّى، حسّينا متل كأنو القلوب صارت مرآة لحنجرتو، والآهات اللي بتمرق بين السطور صارت ترانيم صلاة بين السما والأرض، وكان صوته عم يتسلل متل ندى الفجر، متل غمزة عاشقة، متل نفس أول حب، وكل حرف باللحن كان بينزف منو شعور ما بيتوصف، وبتزامن غريب عجيب، صارت الأصوات تنخفض، وصارت الهمسات تتخبى، وصارت الأرواح تلتهي فيه، لأنو يلي صار ما بقا حفلة، صار حالة، صار زلزال، صار صرخة حب جماعية من قلب الملايين المتابعين!
وها هي كلمات الأغنية يلي غنّاها يزن بكل وجعه، وبكل دفاه، وبكل عمق شعوره يلي ما بينوصف:
شايفة عيوني قصّادي قمر من يوم ما ظهر وأنا حالتي خطر خدني في عينه لسكّة سفر بقى ليلي سهر ونهاري سهر ده حبيبنا، حظّنا، نصيبنا مهما قلّبنا، ده اللي يعجبنا ده حبيبنا، لما فات جنبي قلت أنا وقلبي جه اللي يغلبنا
جه اللي يبقى حبيبي، حبيبي وعيني جه اللي يبقى الغالي، في بالي وعيني عدى قصادي، اتجابت هوا والقلب هوى، نسّم يا هوا شُفته ويومها أنا قلبي نوى يا نعيشها سوا، يا نعيشها سوا ده حبيبنا، حظنا، نصيبنا مهما قلّبنا، ده اللي يعجبنا...
ومن بعد كل هيدا الغناء، ومن بعد كل هالرقص، ومن بعد كل هالوهج يلي زرعو يزن، انفجرت التريندات عالمياً، ومن أول دقيقة بُثّت فيها الحلقة صار اسمو حديث الإعلام، حديث تويتر، حديث تيك توك، حديث الإنستغرام، حديث الجروبات، حديث القلوب، وصارت المقاطع تنتشر بسرعة البرق، والقلوب تنط وتغني وترقص وترفرف، لأنو يلي صار مش بس عرض، ومش بس إبداع، يلي صار كان درس، درس كيف الإنسان فيو يلمع لما يكون صادق، لما يكون نابع، لما يكون عايش فنّه مو حافظه، ويزن، بهيدا الظهور، ما بس تألق، ما بس صعد، ما بس تصدّر، بل كتب اسمُه بالذهب وسط نجمات السما، لأنّو حضوره كان ظاهرة، وكان وعد، وكان بشارة، وكان بداية فصل جديد بتاريخ نجوم الشاشة!