العودة بقلم ليلى قوال Leila Goual الجزائر 🇩🇿

نسمات الحياة
0

 العودة 



فيلم العودة بالابيض والاسود من اقدم الافلام التي تصور الواقع بحقائقه المرة.. تنطلق أحداثه بدقه فالصور وحدها كفيله بسرد القصة فلم يعتمد المخرج على سيناريو مكثف.. فالصمت والالم غلب على الشريط.. 

من أقصى الجنوب ووسط شجيرات التين التي تبدو صغيرة وبين البساتين التي شقت طينة الارض بها عطشا لقلة المياه وقسوة الجو.. ينطلق طفلا صغيرا بقطيع الماعز ليرى الاشجار التي غرسها أبيه فيفرح بها ويسقيها فقد وعده انه سيهاجر ليجلب لهم الاشياء التي يحبونها وسيرجع تماما بعدما تعطي التينة ثمارها... ينطلق قطار المسافر وتتبعه أعين اطفاله التي كلها أسى وحزن.. تبا للفقر ما اقبحه وما اتعسه... 

يصل المهاجر الي ديار الغربة ليجد ابناء وطنه في مسكن يشبه الزنزانة فيندمج معهم ليبدا الاعمال الشاقة ينطلق على رنة منبهه فيخرج ليلا ويرجع ليلا لا يري نور النهار فكل ساعاته عمل واذا اخلد للنوم يتصور امام عيناه دوااار وبساتين بلدته وأولاده... وكل احلامه ان يرجع لهم بحقائب الخير ويمسح عنهم دموع الأسى ويزيح الم الفقر الذي نااال منهم وافقدهم حلاوة الطفولة... الي ان يؤذن له بعطلة راس السنة ليخرج ليلا يشتري العاب وملابس وكذا وكذا وهو كل بهجة وفرح للعودة.. ما اجمل العودة للديار بعد غربة ووحشة لا يعلمها الا الله.. لم تتم فرحته ولا فرحة ابنه الذي كانت كل ايامه بعين لحافلة الطريق وعين للتينة وثمارها... قد تعرض المهاجر البائس الي ضربة خنجر من اعداء الانسانية تلك العنصرية التي كانت تكره اسود الراس العربي القح التي رمته تعاسة ايامه علي جلب لقمة مرة وسط الانذااال.... وينتهي الشريط بدموع الطفل وهو ينظر الي التينة التي قد اينعت ثمارها ولم تف بوعدها..وقد اجتثها ورمى باغصانها المرة.. وما اتعسها من عودة... 

لم تكن الغربة الا سجنااا ارغم المهاجر على ان يسكنه ولو خيير بين السعي في بلاده او خارجها لفضل ان يقتات تراب ارضه الأبية ولا يفارقها ابدا... 

بقلمي 

ليلى قوال Leila Goual الجزائر 🇩🇿

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*