مقال شعري عن السعادة:

بقلم : حجاب حسن

إشراقة الروح

أتساءلُ ما السعادةُ أينَ تَكمُنُ؟

أفي المالِ، في الجاهِ، أم فيما يُعلنُ؟

بحثْتُ طويلاً في وجوهِ الأنامِ

فلم أرَ فيها ما لقلبي يُؤمِّنُ.

رأيتُ ابتسامةَ طفلٍ بريءٍ

تُضيءُ الدُنى، كأنها الشمسُ تُشرقُ

ولمحْتُ عينَ عجوزٍ قانعةٍ

بما رزقَ اللهُ، قلبُها يخفقُ.

السعادةُ ليستْ حلماً بعيداً

وليستْ وهماً في الخيالِ يُنسجُ

بل هي لحظاتٌ نعيشُ بها صفاءً

ورضاً بما قُدِّرَ، والقلبُ يبهجُ.

هي في كلمةِ شكرٍ من صديقٍ

وفي لمسةِ حنانٍ من حبيبٍ يُعانقُ

وفي عونِ محتاجٍ بقلبٍ رحيمٍ

وفي ذكرِ اللهِ، والروحُ ترقى.

السعادةُ ليستْ قصراً مُنيفاً

ولا ثوباً فاخراً بالذهبِ يُطرزُ

بل هي سلامٌ داخليٌّ عميقٌ

ونفسٌ راضيةٌ بما هو مُقدَّرُ.

فابحثْ عنها في بساطةِ الأشياءِ

في بسمةِ ثغرٍ، في همسةِ وفاءِ

في قلبٍ نقيٍّ، لا يحملُ ضغناً

تجدْها تُشرقُ، كضوءِ الصباحِ.

فالسعادةُ قرارٌ، أنتَ تصنعُهُ

لا تنتظرْها تأتي، بل إليها اسعَ

املأْ حياتكَ بالحبِّ والعطاءِ

تجدْها رفيقاً لكَ، لا تنقطعُ.