نسمة قلم الدولية :ياغزة العزّ عذرا بقلم الشاعرة فاطمة بنعمار 🇹🇳

Najwa Ezzedine
0

 يا غزةَ العزِّ، عذرًا




عذرًا إذا نامت جراحكِ دونَ طبِّ

في حضنِ صمتٍ قاتلٍ، في ظلِّ خُطْبِ

عذرًا إذا بكتِ الطفولةُ في العراءِ

ولم تُجبها من قصورِ العُرْبِ نُدبِ

عذرًا إذا ما كان حاكمُنا خطيبًا

كلّما سالَ الدمُ الغالي تَغنّى بالخُطبِ

عذرًا إذا جاؤوا يواسونَ الترابَ

باجتماعٍ عابرٍ، كَذِبِ الغضبِ


غزّةُ تُقصفُ كلَّ فجرٍ من سماهم

والمَدى يشكو من القهرِ المثبَّبِ

والأرضُ تصرخُ: أين سيفُ بني الزعامة؟

أين من كانوا ملوكَ الحربِ في الكتبِ؟

لكنّهم باعوا الحروفَ، وصار ديدنُهم

صلاةُ الذلِّ، والركعاتُ للحُجبِ


يا غزّةُ… لا تنتظري من خانوا وعدَك

لا تلومي من تواطؤوا على السحبِ

من استراحوا فوقَ أشلاءِ اليتامى

واعتلَوا عرشًا من الترفِ المكذَّبِ

سيعتذرون غدًا… لكن بعد ماذا؟

بعد أن تفنى البيوتُ على الطنَبِ


والعالمُ الأخرسُ؟ لا تسألي…

فهو أعمى حين يُذبح طفلُكِ المغضبِ

هو لا يرى إلّا دماءً حين تسيلُ

من غيرِ جلدتِنا، وغيرِكِ من شعبِ

أمّا دمُكِ؟ فماءٌ عندهم…

ما دام لا يُنهي اتفاقاتِ الحَبْكِ


وها أنا، قلبي يعتصره الأسى…

مكسورُ ظهرٍ، مثقلٌ بالعجزِ، بالتعبِ

لا أملكُ الرشّاشَ، لا بندقيةً

بل قلمي… حرفي، وحُزني، ولهيبي في الكُتبِ

ليتَ الحروفَ إذا غضبتُ، تصيرُ طلقةً

أو تصرخُ الثورةُ من أنفاسي وتلتهبِ


فاصمدي، يا غزّةَ الروحِ…

وكوني نارَ من تُطفئُ العارَ من القلبِ

وإن بكيناكِ، فدمعُكِ حرقةٌ

وإن سكتنا، فصوتُكِ فينا لن يُحبَسْ بالغضبِ


فاطمة بنعمار تونس

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*