على أعتاب المجد. لمن يجرؤ فقط!
كتب أشرف ماهر ضلع
ما أشقَّ الدروب حين تكون مُعطَّرة بطموحاتٍ تُلامس السحاب! وما أثقل الخطى حين يكون الغاية مجدًا لا يليق إلا بمن صبر وثابر! فالمجدُ لا يُعانق القاعدين، ولا يلتفت إلى المُتواكلين، بل يُلقي بشعاعه على أولئك الذين جعلوا من التحديات سُلَّمًا، ومن الأوجاع زادًا، ومن اليأس وقودًا يُحرّك سفينة العزيمة في بحر الحياة المتلاطم.
إنَّ الغايات العظمى لا تُنال بالأمنيات الباردة، ولا تُدرك بالأحلام الكسولة، بل تحتاج إلى قلوبٍ تخفق بالعزم، وأقدامٍ لا تعرف التردد، وعقولٍ تدرك أن الطريق إلى القمم ليس مفروشًا بالورود، بل ممهَّدٌ بأشواك الصبر وأحجار العثرات.
يُقال إن "الغُنمَ بالغُرم"، وإنَّ المجد لا يُعطي ميثاقه إلا لمن قدَّم مهرَه من التضحيات. فكم من عقلٍ سَهِرَ ليفتح باب الحكمة! وكم من يدٍ تعِبَت لتصوغ ملامح الإنجاز! وكم من قلبٍ نزف ليكتب حكاية صموده! فكل ثمرةٍ طيبةٍ سقتها دموع الساعين، وكل نجمٍ تألق في سماء الدنيا كان في الأصل شرارةً خرجت من رماد المعاناة.
العُلا لا تُهادن المتخاذلين، ولا تقبل أنصاف الجهود. فهو معركةٌ يخوضها من آمن بأن المجد ليس صدفة، بل استحقاق، وأنَّ الألم الذي يُصاحب الصعود ليس سوى ضريبة الفخر حين الوصول. ومن أراد أن يُلامس القمة، فليُعانق الصبر، وليؤمن بأنّ التعب اليوم هو نشيد الانتصار غدًا.
فهل أنت مِمَّن يجرؤون؟