أخلاق الإسلام في التعامل مع ذوي الهمم " في ختام فعاليات الثقافي بأوقاف أسيوط لؤا الصباغ أسيوط

نسمات الحياة
0

 "أخلاق الإسلام في التعامل مع ذوى الهمم" فى ختام فعاليات  الثقافي بأوقاف أسيوط 

لؤا الصباغ -أسيوط 



بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور/ أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية،

شهد مسجد الفتح بالناصرية التابع لإدارة أوقاف الفتح قلبي ختام فعاليات الأسبوع الثقافي تحت عنوان "أخلاق الإسلام في التعامل مع ذوي الهمم"، وذلك في حضور نخبة من السادة العلماء والأئمة، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ أسامة عبد الفتاح محمود، مدير إدارة الإدارات، وسعادة الأستاذ الدكتور بدوي فوزي محمد، أستاذ الحديث المساعد بكلية أصول الدين بأسيوط، وفضيلة الشيخ محمود شاهين أحمد دسوقي، مدير إدارة أوقاف الفتح قلبي، وفضيلة الشيخ هاني فتحي حسانين، القارئ والمبتهل.


وقد افتتحت الفعالية بتلاوة قرآنية عطرة بصوت شجي من الشيخ هاني فتحي حسانين، أسرت القلوب وأسكنت الأرواح، لتبدأ بعدها فقرات الختام التي حملت في طياتها أسمى معاني الرسالة الدعوية الهادفة.


 ألقى فضيلة الشيخ أسامة عبد الفتاح محمود مدير إدارة الإدارات كلمة كانت بمثابة نبراس يضيء العقول والقلوب، حيث تحدث عن المكانة العظيمة التي منحها الإسلام لذوي الهمم، وكيف جعلهم في منزلة خاصة لا تُنال إلا بالصبر والإيمان، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في الرقيّ في التعامل مع ذوي الاحتياجات، بل وجعلهم جزءًا أصيلًا من نسيج المجتمع المسلم.


وسرد فضيلته عددًا من المواقف النبوية المشرقة، من أبرزها موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه، الذي ولاه رسول الله إمارة المدينة في بعض الغزوات، رغم كونه كفيفًا، وهو ما يبرهن على أن الإسلام لم يجعل الإعاقة عائقًا عن التكليف والمسؤولية، بل قدّم ذوي الهمم في مواقع القيادة والثقة.


كما شدد الشيخ أسامة عبد الفتاح على أهمية تغيير النظرة المجتمعية تجاه ذوي الهمم، وتبني خطاب دعوي راقٍ يعكس قيم الرحمة والتكافل والعدل التي رسّخها الإسلام، داعيًا إلى ضرورة دمجهم في كل مناحي الحياة وتمكينهم من أداء دورهم الرسالي في خدمة الوطن والدين.


ثم ألقي الأستاذ الدكتور بدوي فوزي محمد، أستاذ الحديث المساعد بكلية أصول الدين بأسيوط، كلمته والتي حملت طابعًا علميًا وروحيًا، حيث غاص في بحار السنة النبوية الشريفة، واستخرج منها دررًا مضيئة تبين عظمة أخلاق الإسلام في تعامله مع ذوي الهمم.


وأوضح الدكتور بدوي أن الإسلام لم يكتفِ فقط بسنّ الأحكام الخاصة برعاية ذوي الاحتياجات، بل ارتقى بهم إلى مكانة الشراكة الكاملة في الأجر والثواب والتكليف، مشيرًا إلى أن السنة النبوية زاخرة بالنماذج التي تعكس الرفق والتقدير والتكريم، ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُجلس أصحاب الأعذار في الصفوف الأولى، ويُعلي من شأنهم، ويُسند إليهم المهام، بل وكان يخفف الصلاة إذا سمع بكاء الطفل، مراعاة لمشاعر الأم، وهذا منتهى الفهم الراقي لمراعاة ظروف الغير.


وأضاف الدكتور بدوي أن من صور الرحمة النبوية، ما رواه البخاري في قصة عبد الله بن أم مكتوم حين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه، فانشغل عنه النبي بدعوة صناديد قريش، فأنزل الله تعالى قوله: "عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى"، وهو توجيه رباني عظيم لتصحيح المفهوم المجتمعي تجاه ذوي الهمم، وجعلهم في موضع الاهتمام والتقدير.


وختم الدكتور بدوي كلمته بالتأكيد على أن أخلاق الإسلام في التعامل مع ذوي الهمم هي تجسيد حي للمنهج النبوي القائم على الرحمة والعدل والإنصاف، داعيًا إلى تحويل هذه الأخلاق من شعارات إلى واقع معاش، من خلال غرسها في خطب الجمعة، والدروس العلمية، والأنشطة الدعوية، ومناهج التعليم الديني، لتصبح ثقافة سائدة وسلوكًا يوميًا في المجتمع.

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*