بصمة في الفراغ
لستُ أملأُ صَفحَتي بالكلامِ
بل أزرَعُ الحرفَ سِرَّ النَّظرْ
حرفي سرابٌ لمن يستعجلُ المعنى،
وكنزٌ لمن قد صبرْ
أُخفي المفاتيحَ بينَ السُّطورِ
وأُبهمُ ضوئي لكي يظهرَ الأثرْ
فلا تسألِ النَّصَّ عن سِرِّهِ
بلِ اصغِ لِمَا هَمسَتْ بالحَجَرْ
في ظلِّه ينمو السؤالُ،
وفي صمتِه يضيعُ الجوابْ
إن كنتَ تلمحُ ظِلَّ الحروفِ،
فهل تدركُ الأصلَ أمْ هو ضَابْ؟
كأنِّي أرتِّقُ للمعنى ثوبًا من الريحِ
لا يُستدارْ فكلُّ اتجاهٍ بهِ متْهةٌ،
وكلُّ خريطةِ سفرٍ انحدارْ
لا تبحثوا عنِّي بينَ القوافي،
ففي صمتِها أتنفَّسُ سِرْ
حيثُ الضِّياءُ يُخبِّئُ ظِلِّي،
وحيثُ السُّطورُ تُمِيطُ السِّترْ
إن شئتَ مفتاحَ هذا الغموضِ،
فأنصِتْ لصوتِ الرياحِ، المطرْ
ففي الفراغِ الذي لا يُرى،
ستلمحُ نَقشَ الحقيقةِ يزدهرْ
بقلم الشاعر رضا بوقفة
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر