القلم الذي فقد صوته

حجاب حسن
0

 القلم الذي فقد صوته



على مكتب خشبي قديم، كان هناك قلم حبر أنيق يجلس بجوار زجاجة حبر وصفحة بيضاء ناصعة. كان القلم فخورًا بنفسه، فهو الذي ينقل الأفكار إلى الحياة، يحكي القصص، ويرسم الأحلام على الورق.


لكن في ذلك الصباح، عندما حاول أن يكتب... لم يخرج منه أي حبر! هزّ نفسه، ضغط على رأسه، رسم دائرة صغيرة، لكن الورقة بقيت بيضاء. صمت القلم في ذهول. حاول مرة أخرى... ولا شيء!


تنهد بحزن وقال للصفحة البيضاء:

– "لقد فقدت صوتي! ماذا أفعل؟"


ابتسمت الصفحة بحنان وقالت:

– "ربما تحتاج إلى صديقك الحبر!"


التفت القلم إلى زجاجة الحبر، لكنه وجدها شبه فارغة، بالكاد تتنفس. همس الحبر بصوت ضعيف:

– "لقد استُهلكت تقريبًا... لم يملأني أحد منذ زمن."


شعر القلم بالقلق. فهو بلا حبر... مجرد قطعة بلا روح! لكنه لم يستسلم. قرر أن ينطلق في مغامرة لاستعادة صوته.


قفز عبر درج المكتب، تزحلق بين الكتب، وتسلق كومة أوراق صفراء قديمة. في طريقه، قابل ممحاة حكيمة تجلس على زاوية دفتر ممزق.


– "أيتها الممحاة، كيف أستعيد قدرتي على الكتابة؟"


ابتسمت الممحاة وقالت بصوت هادئ:

– "التجديد هو السر! لا شيء يدوم دون تغيير... ابحث عن زجاجة حبر جديدة."


واصل القلم رحلته حتى وصل إلى ركن المكتب، حيث وجد زجاجة حبر ممتلئة، لامعة كمرآة! لكنه واجه مشكلة جديدة... الغطاء كان مغلقًا بإحكام! حاول القلم فتحه، لكنه لم يستطع.


سمع صوت الصفحة البيضاء تهمس له من بعيد:

– "لا تيأس! أحيانًا، نحتاج إلى مساعدة الآخرين."


فكر القلم قليلًا، ثم نادى على دبوس الورق، الذي قفز بحماس وقال:

– "معًا، سنفتح هذا الغطاء!"


بمجهود مشترك، استطاعا فتح الزجاجة! قفز القلم في الحبر النقي، امتص الحياة من جديد، وعاد مليئًا بالحبر المتدفق.


وعندما عاد إلى مكانه، كتب بحماس على الصفحة البيضاء:

"لا شيء يفقد صوته للأبد... التجديد، الإصرار، ومساعدة الآخرين، هي الحبر الذي يعيد للحياة معناها."


ابتسمت الصفحة وقالت بفخر:

– "لقد استعدت صوتك، وأصبحت أكثر حكمة!"


ومنذ ذلك اليوم، أدرك القلم أن قوته الحقيقية ليست فقط في الكتابة، بل في الاستمرار، في البحث عن التجديد، وفي الاعتماد على من حوله ليواصل رسم الأحلام.


النهاية.


بقلم الشاعر رضا بوقفة 

وادي الكبريت 

سوق أهراس 

الجزائر

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*