فن هابط بقلم احلام شحاته

 أحلام شحاتة أبو يونس

الفن الهابط أشدّ خطراً من القنابل و الرصاص .. لأنه يقتل الجميع بدون تمييز ينسف كل شيء يعترض طريقه . يقتل فينا الروح و الجسد و الأخلاق و الإحساس و المشاعر و يفني الماضي و الحاضر و المستقبل .. يضيّع الأطفال الذين هم شباب المستقبل .. و يلقي بالخلق و المبادئ في سلة المهملات و يجعل منّا مجرد أصنام و تماثيل لا حراك فيها و لا روح ألفاظنا تبدّلت و أفكارنا تشوّهت .. و روابطنا تفكّكت .. صار السيئ هو الأكثر إنتشارا و الأكثر رواجا للأسف .. و تخاذل العلماء و صمتوا و إذا حدث و تكلّم أحدهم فهو يشكّك في الآخر مما جعلنا نفتقد المصداقية في كلامهم .. و ذلك ترك الساحة لكل من هبّ و دبّ ليدلي بدلوه و يقرّر مصائرنا - حسب هواه - و صارت الفنانات تلقي النصائح الغبيّة على الشباب بدون حياء و لا خجل .. و كأنّها تحثّهم على الذهاب للمسجد .. و الذنب ليس ذنبها و العيب ليس عيبها فكل إناء بما فيه ينضح .. لكن الذنب و اللوم كلّه على من أعطى مثل هؤلاء فرصة للتحدّث و اللوم كل اللوم على المسئولين عن الإعلام الذي لا يضع رقابة مشدّدة على ما يقدّم لنا .. اللوم كل اللوم على من يموّل مثل هذه البرامج و الأعمال التي تشوّه تاريخ مصر .. و التي كانت لها الريادة في مجال الإعلام و كان لها دورا لا يستهان به في تثقيف و تعليم كل من جاءها من كل حدب و صوب .. اللوم كل اللوم على من ينصت لهذه الأقوال الهدّامة التي تلغي العقول الواعية و تجعل من الشباب مجرد راغبي متعة يلهثون وراء الزيف و الأوهام .. اللوم كل اللوم على من يجعل من الحريّة في الرأي منبرا للرذيلة و للتفاهات .. و هذا الخطر الداهم يحتاج صرخة مدوّية و وقفة من الجميع و حساب عسير شديد العسرة ليقف سيل البذاءة عند هذا الحدّ و نبدأ من جديد نرقى بمستوى الفن و نجعل منه رسالة هادفة للخير للتقدّم للنهوض بكل شيء جميل حولنا و لنعيد المبادئ التي زالت بزوال الوقت و كأنها من الزمن الغابر .. و يجب فورا وقف تمويل أي عمل يفسد الأخلاق .. و يجب فورا تأديب كل من يقدّم لنا و لأولادنا شيئا يقتلهم و هم أحياء على قيد الحياة .. يجب فورا أن ينطق كل عالم دين بما يرضي الله سبحانه و تعالى و لا يتخاذل يوما عن تعليمنا و تثقيفنا بما ينفعنا في دنيانا و أخرانا يجب فورا أن نضع رقابة مشدّدة على كل ما يسيئ لبلدنا و لحضارتنا التي دمّرناها بتفاهاتنا .. و هذا لن يحدث بين ليلة و ضحاها و لكن يكفينا أن نكون على قدر المسئولية و أن نكون على درجة كافية من الوعي و الإيجابية التي تؤهّلنا لتفادي الأخطاء في المستقبل .. و لأنّنا جميعنا بمركب واحد لابد نتشارك و نتعاون من أجلنا و من أجل بلدنا و من أجل أطفالنا و أحفادنا .. و لنبدأ من هذه اللحظة .. فهل من مجيب؟ أتمنى ..