مقال عن ذكريات العيد في الماضي:عبق الماضي وفرحة اللقاء: ذكريات لا تنسى لعيد زمان

كتب حجاب حسن 

للعيد في ذاكرتنا نكهة خاصة، عبق يفوح من طيات الزمن، يحمل معه صورًا وذكريات ترسخ في القلب وتأبى النسيان. عندما نتذكر أعياد زمان، نعود بذاكرتنا إلى أيام البساطة والعفوية، حيث كانت الفرحة تكمن في التفاصيل الصغيرة والاجتماعات العائلية الدافئة.

أتذكر جيدًا كيف كانت تستعد البيوت لاستقبال العيد قبل أيامه. تبدأ الأمهات والجدات في تحضير الكعك والبسكويت والمعمول بروائحها الشهية التي تملأ أرجاء المنزل. كانت تلك الأيام بمثابة ورشة عمل عائلية، يتشارك فيها الجميع ببهجة وسرور، وتتنافس الأنامل في تزيين الحلوى بأشكال مبتكرة. لا يمكن أن أنسى رائحة السمن البلدي وهي تذوب على نار هادئة، أو حبات السمسم واليانسون التي تضفي على المعجنات مذاقًا لا يُضاهى.

صباح العيد كان له رونق خاص. الاستيقاظ باكرًا على أصوات التهليلات والتكبيرات التي تنطلق من المساجد، وارتداء الملابس الجديدة التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر. كانت فرحة الحصول على "العيدية" من الأهل والأقارب لا توصف، حتى لو كانت مبالغ بسيطة، إلا أنها كانت تحمل قيمة معنوية كبيرة وتعبر عن المحبة والتقدير.

زيارة الأقارب والجيران كانت من أهم طقوس العيد. كنا ننتقل من بيت إلى بيت، نستقبل التهاني ونتبادل الضحكات والأحاديث. كانت المجالس تكتظ بالزوار، وتُقدم فيها أشهى الحلويات والمشروبات. كانت تلك اللقاءات فرصة لتجديد الروابط الأسرية وتقوية العلاقات الاجتماعية، حيث يشعر الجميع بروح الوحدة والتآخي.

لم تقتصر فرحة العيد على الكبار، بل كانت للأطفال نصيب الأسد. أتذكر الألعاب الشعبية البسيطة التي كنا نمارسها في الحارات والساحات، مثل الأرجوحة وصيد السمك في البرك الصغيرة واللعب بالطائرات الورقية. كانت تلك الألعاب تخلق جوًا من المرح والسعادة، وتترك في نفوسنا ذكريات جميلة لا تُنسى.

في أعياد زمان، كانت التكنولوجيا غائبة أو محدودة، مما كان يتيح لنا قضاء وقت أطول مع العائلة والأصدقاء. كانت الحكايات والقصص التي يرويها الأجداد في ليالي العيد تجمعنا حولهم بشغف، ننصت إليهم بإنصات ونتعلم منهم الكثير عن قيمنا وتقاليدنا.

قد تغيرت مظاهر الاحتفال بالعيد في عصرنا الحالي، ودخلت التكنولوجيا في تفاصيل حياتنا اليومية، ولكن تبقى ذكريات أعياد زمان محفورة في قلوبنا ككنز لا يفنى. إنها تذكر