الرجل في ميزان القيم والأخلاق الإسلامية

خالد عبدالعزيز
0

 الرجل في ميزان القيم والأخلاق الإسلامية  

بقلم: الإعلامية ميرفت شوقي صالح





في زمن تتغير فيه المفاهيم وتتشوش فيه المعايير يبقى الرجُل الحقيقي هو من تَشكّلت ملامحه على ضوء القيم والأخلاق الإسلامية لا على مظاهر زائفة أو عنف مقيت. فالإسلام لم يربِّ الرجل على القسوة أو التسلط بل علّمه أن الرجولة أخلاق ومروءة ومسؤولية.

1. الرجولة رحمة قبل أن تكون قوة

النبي ﷺ كان أقوى الناس قلبًا لكنه كان أرحمهم بأهله وأمته. لم يصرخ في وجه زوجة ولم يهن خادمًا بل كان يقول:خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي فالقوة الحقيقية في الإسلام ليست في الصوت العالي بل في اللين عند الغضب والحكمة عند الشدة.

2. الصدق والأمانة.. عماد الرجولة  

من صفات الرجُل المسلم أن يكون صادقًا أمينًا لا يخون ولا يغش ولا يخلف وعده. قال ﷺ: آية المنافق ثلاث...وذَكر منها:إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان فالرجولة موقف لا مظهر.

3. المسؤولية.. لا تهرب ولا تقصير  

الرجل في الإسلام مسؤول عن بيته زوجته أولاده ومجتمعه. يُنفق يُربّي يُصلح ويتحمل. ليس رجلاً من يترك من يعولهم في التيه أو يتخلى عن دوره بحجة الظروف.رجل بين زوجتين... وظلم تحت تأثير السحر

الزواج ميثاق غليظ لا يُبنى على الهوى ولا يُدار بالسحر ولا تُقسم فيه القلوب ظلمًا. عندما يتزوج الرجل بزوجتين عليه أن يعدل لا أن يميل. لكن ما أقسى أن نرى رجلًا يعيش تحت تأثير سحرٍ  فيظلم إحداهن دون ذنب

4. العدل فريضة وليس خيارًا  

قال الله تعالى:  

فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة...  

العدل بين الزوجتين ليس فضلًا، بل فرض. ومن لا يعدل يحمل وزر الظلم ويُسأل عنه أمام الله.

5. السحر لا يُبرر الظلم 

قد يُصاب الإنسان بسحر أو أذى روحي لكن ذلك لا يُعفيه من مسؤوليته تجاه من في عنقه حقوق. الزوجة الثانية التي تتعرض للتهميش أو التجاهل دون ذنب تعيش قهرًا مضاعفًا قهر الغيرةوقهر الظلم.

6. أين دور الرجل؟  

الرجل الحقيقي لا يختبئ خلف مبررات خفية. إن شعر بضعف أو تأثير غير طبيعي فليُبادر بالعلاج والرقية والنية الصافية. لكن أن يستسلم ويترك زوجة تُظلم باسم "السحر" فهذا هروب لا يُغتفر. 

أن تتزوج بامرأتين مسؤولية أمام الله وليست استعراضًا للرجولة.  

وأن تظلم إحداهما تحت تأثير السحر أو غيره هو تفريط في الأمانة.  

فكن رجلًا يُحاسب نفسه قبل أن يُحاسَب، وعدل بين القلوب ما استطعت 

فلا شيء يُطفئ نار الظلم إلا الإنصاف.

الخاتمة 

الرجولة في الإسلام ليست صفة جسدية بل منظومة من الأخلاق والمبادئ. الرجل الحقيقي هو من اتبع خُطى الحبيب ﷺ في خلقه وسلوكه فكان كريم النفس رفيقًا بالضعيف عادلًا في معاملته ثابتًا على الحق.

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*