نسمة قلم الدولية: الموهبة والمعرفة بين التعليم والدعم المجتمعي ..بقلم الأستاذ قاسم الناير

Najwa Ezzedine
0

 الموهبة والمعرفة بين التعليم والدعم المجتمعي




بقلم: قاسم الناير


هل نحن بلا معرفة وبلا خبرات؟ وهل نحن مجبرون على تقليد الآخرين فيما يفعلون؟ أم أن لنا آراء وأفكارًا أخرى يمكن أن نعمل بها؟


في ظني أن ضعف التعليم أو سوءه هو أحد أهم الأسباب التي تجعل الإنسان يفتقد المعرفة والخبرة. فالمعرفة لا تنبت وحدها، وإنما هي حصيلة مجموعة من الخبرات التي تساعد الفرد على إدراك ما حوله والتفاعل مع محيطه.


إن التعلم هو أساس المعرفة، وهو الذي يصحح الأخطاء ويزيد من وعي الإنسان. أما الموهبة فهي هبة إلهية مغروسة في داخل الإنسان، لكنها تحتاج إلى التعلم والتدريب حتى تتطور. بينما العبقرية يمكن النظر إليها على أنها موهبة متفردة، أحيانًا يصعب تقويمها، وقد تجعل صاحبها في صدام مع المجتمع بسبب عدم فهم الآخرين لها، أو بسبب التنمر والسخرية. وهذا بدوره قد يحطم الموهبة ويزرع في العبقري عدم الثقة بنفسه.


العبقرية لا ترتبط بعمر محدد، فقد تظهر في سن مبكرة أو متأخرة، لكنها تحتاج دومًا إلى من يتبناها ويصقلها. كثير من المواهب تضيع وتُنسى تحت ضغط الظروف أو بدافع الغيرة أو الإهمال. ولهذا يصبح من الواجب احتضان المواهب وتوفير البيئة المناسبة لها حتى تتحول إلى قيمة حقيقية يستفيد منها الفرد والمجتمع.


إن الإهمال وغياب الوعي بالقدرات الذاتية من أكبر ما يعيق الموهبة. وعلى النقيض، فإن الحافز المجتمعي والدعم النفسي والاجتماعي يمثلان المفتاح لظهور الإبداع. هنا يبرز دور التعليم الجيد والمعلم الواعي الذي يكتشف الموهبة ويوجهها، وكذلك دور الأسرة التي قد تعرف بموهبة أبنائها لكنها تُضطر أحيانًا للتغاضي عنها تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية.


الموهبة في النهاية نعمة ربانية، وإذا لم تجد من يرعاها ويشجعها فإنها قد تضمُر. أما إذا وُجد الدعم، وكُسر حاجز الخوف والإحباط، فإنها تنمو وتثمر، وتحوّل صاحبها إلى شخصية مبدعة قادرة على البناء والإضافة.


---

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*